في كرة القدم المدرب يحتاج إلى جهود اللاعبين ، واللاعبين يحتاجون إلى جهود زملائهم ، وبذلك تتكون المنظومة الواحده ، والتي سوف تكوّن المنظومة الناجحة أخيراً.

في ليفربول ربما بداية النهاية أقتربت كثيراً ، وربما تكون أبعد مما هي عليه قريبة ، أيام قبل نهائي الكأس في ويمبلي ، وإن أبتسمت تلك الليلة للريدز ، فهذه هي البداية لنهاية الجفاف الذي حصل منذُ إنتهاء عام 2012 ، والذي شهد آخر تتويجاً للمارد الأحمر ليفربول.

أمور أخرى قد تحدث في تلك الليلة التي ينتظرها أنصار الريدز على أحر من الجمر ، ولا سيما شعارهم جميعاً في تلك الليلة " نكون وحتماً نكون " فلا يريدون أي أمر آخر يحدث ، إلا أن يعود ليفربول بطلاً للمنصات ، ولكن لا أحد يعلم ماذا يمكن أن يحدث في تلك الليلة المنتظرة بشدة.

يورغن كلوب كان ولازال أكثر من مُجرد مدرب أتى ، بل أنه زاد من جمال الميرسيسايد " قوة " وبنى على مُتنه قارب سار به إلى " لندن " مُعلناً عودة ليفربول حتى وإن لم يكن بطلاً في تلك الليلة ، فهذا المشوار بحدِ ذاته مؤشر على أن ليفربول عائد مع " يورغن كلوب " سواءًا أبتسم الحظ في تلك الليلة أو أستمر في إجحاف ليفربول.

ما قبل ليلة الذهب ، هناك منعطفاً خطير ، يصبُ في مصلحة السيتزن والذي قد أشغل تفكيري كثيراً ، فـ كتيبة يورغن كلوب أمام جولتين حاسمةً جداً ، فإما النهوض أبطال أو سقوط يزيد الوجع ضرراً في الحاضر ، ولكنني مؤمن أن التجاوز ( صعب ) ولن يكون مستحيلاً.

# همسات . .

• يجب أن نكون على يقين ..

تلك ليست مقولة عابرة ، أو حروف مبعثَرة كونت جملةً ، بل تلك أساليب وتقاليد تميّز بها الألمان عن غيرهم ، فلا زال ذلك التصريح يرن في مسمعي عندما بدأ أولى المؤتمرات بالقول " قبل كل شيء يجب أن نكون على يقين أنّنا نستطيع العودة " فمن يؤمن بذلك ؛ لا شيء يستطيع منعه من العودة مجدداً ، وما قد يفعله كلوب بعد أيام هو النهوض بإمبراطورية أقست عليها الأيام لتجعلها مُظلمة ولا شيء آخر بها غير " الألم والقهر والكثير من الخيبات ".

• كيف وصل ليفربول إلى ويمبلي ..

لم يقوم يورغن كلوب بالكثير من العمل ، بقدر ما قام باللعب على الأوتار العاطفية لدى اللاعبين ، وغرس ثقافة "عدم الإستسلام مهما كانت المعطيات" وبذلك أستطاع إكتساب الشيء الثمين من اللا شيء ، و وصل بالفريق إلى نهائي ويمبلي معلناً " أن لا شيء مستحيلاً ، بل الأمور تكون صعبة أحياناً ، ولكن حتماً يمكن للجميع حلّها " .

• هل يبدو ليفربول كسب شيئاً حتى في خسارة الكأس ..

ربما المعظم لا يمكنه الصبر والتحمل بعد الان ، ولكنني مؤمن حتى عندما نخسر نهائي الكأس ليفربول قد كسب الظهور من محيط الخيبات ، وبدأ يعود وينهض مجدداً ؛ ليسترجع أمجاداً غابت سنواتاً عن قلعة الميرسيسايد ، فليس كل خسارة تعني السقوط ، فهذه واحده من الخسائر التي قد تعود بنا ؛ لو تكاتف الجميع كمنظومة ترغب فعلياً بالعودة للمسار الصحيح.

# ومضى . .

ما مضت من السنوات كانت تحمل الكثير من المرارة ، والكثير من الخيبات ، والألم الذي لطالما شعر به أنصار ليفربول كثيراً ، بينما الآن حتى عندما نعيش التعثر نعلم بأن كل شيء سوف يصبح أفضل وأن الغد مُشرق وزاهر ، لقد ظهرت بصيص الأمل ؛ وزرعت التفاؤل في محيط مليئ بالتشاؤم ؛ فعلت ما كان صعب وأحيانا نشعر أنه بات مستحيلاً ؛ ألا وهو رؤية مؤشر للمستقبل المُنتظر يا يورغن كلوب.

سـ ـ ـالـ ـ ـم اللهيبـي

@salem8_