" ما زلت لا أفهم فلسفة المحبين ، أو المحِبات بصورة أخص . لست أفهم كيف تتنصل الفتاة من مجتمعها ، عائلتها ، صديقاتها و كل ما أحبّته يومًا في هذه الدنيا ، لأجل رجل عرفته منذ أيام !
هذه تنهى علاقاتها السابقة ، و هذه تتوقف عن مشاركة أصحابها في أنشطتهم ، و الأقبح أن أري إحداهن تتنكر من اسم رجلٍ رباها و رعاها عقدين على الأقل و تستبدله بإسم الوافد الجديد ، فبدلا من أن تكون فلانة أحمد في البطاقة الشخصية تُسمي نفسها فلانة عمر انتسابًا للحبيب الحالي ! يا الهى هل تغير اسمها مع كل علاقة ؟ !
قد أكون مخطئة في حكمي عليهن ، قد أكون أرتكبت خطأ التعميم الفادح ، و لكن طفح الكيل مما أراه ، و مِن مَنْ سبق و أنكرنّ هذه التصرفات ، و لكن يبدو أن للارتباط قوانينه المقدسة ، ما إن توقع عقدَه حتى يسري عليك قانونه شئت أم أبيت .
هذه قضية ، أما الأخري فهى شخصك . عهدتُ الحب قوةً لا ضعفًا _ أو هكذا أقرأ و بهذا أؤمن _ فإن كان ضعفًا فقد بُليت بالنصف الخطأ .
فلِمَاذا أري انعدام الكرامة في العلاقات ؟ لِمَ أراه و أراها فقد نفسه ، مبادءه ، عيوبه و محاسنه و أصبح مجرد ظلٍ للطرف الأخر
لِمَ أراه يلهث وراء من لا تحبه ، و لِمَ أراها تبكى و تنتحب حتى يَرضي !.
أعلم أنه قد يحدث و تندمج الروح مع الروح حتى تصيرا روحا واحدة في جسدين ، و لكن شتّان بين هذا و بين أن تُلغى شخصية طرف و تُستبدل بنسخة أخرى من الطرف الأخر ، شتّان !
في الحب مُسَلّمات ، و تلك قد لا تقتصر على الحب فقط ، بل على العلاقات الانسانية عموما .
فالتسامح ، الكرامة ، الاحترام المتبادل ، التفاهم ، التماس الأعذار ، التقدير ، تآلف الأرواح و تقبل الاختلاف بل تقبُّل الشخص الأخر كما هو بلا محاولات لتغييره . تلك عواميد العلاقة لا تستقيم بدونها .
أحسنوا اختياراتكم ، و تعاملوا بالحسنى ، أقيموا علاقة أبدية الجمال ، قوية البنيان ، صامدة في كل زمكان . أقيموا علاقاتكم على أسس قوية ، علاقة لا تهدمها رياح الخريف المتقلبة ، و لا تنهيها الأهواء ، علاقة لا تتوقف على رسالة هاتف أو هدية منسية
رباط أبدي مقدس أو بوصفٍ قرءاني أجمل • ميثاقًا غليظًا • "
١٢ فبراير ٢٠١٦