دعيني يا سيدتي أعبر لكِ

أعبر لكِ  عن ما أنا فيه

و ما الذي أنا فيه

أنا في حيرةٍ من أمري 

هل أنت وردة  ملكية

أم سوسنة بنفسجية

أو يا هل ترى أتكونين عطوراً فرنسية

تسألت كثيراً ولكنني ما وجدت ما أنصفك به

عندما لاقت عيناي عيناها 

كل شيءٍ في جسدي بدأ يزغرد 

أقتربت مني وفي عينيها دموعٌ وآلام 

رفعت نظارتها و ابتسمت

فقلت آهٍ آه ! أين ذاك الزمان المخملي 

حيث كنا نغني للقمر آغان أبدية

و على ضوءها كنا نأمل ونحلم و نعشق 

آهٍ يا سيدتي أين ذاك الزمان

حيث كنا نبعثر آلامنا و حزننا

و نلملم بقايا أحلامنا الجميلة

و نكسر قيوداً عنوانها جرح و تعاسة

لقد مضى و لن يعود أبداً

آهٍ يا سيدتي لو تعرفين

أي شيئاً تفعلين

لقد حطمت جسور شرايني

و مزقت فؤادي المجروح تمزيقاً 

وربطت كل أوصال لساني المعقود

آهٍ يا سيدتي لو تدركين

أهو حلم أم يقين

ادركت أن المسألة تحتاج إلى تبيين

آهٍ يا سيدتي لو تدرين

كم أنا مجنون اليوم

كم أنا مسحورٌ اليوم

كم أنا مسرور اليوم

آهٍ يا سيدتي لو تعرفين

تحدثني بهمسات دافئة

وتشير لي بأصابعها المنمقة الجميلة

تصرخ حيناً وتهدأ حيناً

وأخيراً تطلق صرخة قائلة

أنا الحزن والحزن أنا

آهـــــــات ٌ تخرج من أعماقها البعيدة

تمشي وفي عينيها حزن  وألم و دموع لانهاية لها

دموع ملكية على وجنتيها تسيل

وفي دمها آمرأة تستغيث

تستغيث من لعنة الساعة

حزنت و بكت بكت و ضحكت

فقلت أي شعور تشعرين

قالت آلم  و حزن  و شقاء و تعاسة و 

غرُب شمسها و أشرق من جديد

أصفر وأحمر وغاب من جديد

ربيع عمرها ثمانية و عشرون عاماً 

ربيع أوشك أن ينتهي

لقد مضى ربيعها بلا ورود بلا فراشات

ولا حتى من دون قطرة ندى

آهٍ يا سيدتي كم تعانين

و كم سأعاني أنا

سأنساك وسأضعك قرنفلة يابسة

بين دفاتري أشعاري

وأهمس لفؤادي

مت أيها اللعين

ذهبت وأخذت أحلامي كلها

غــــــــــــــُرب شمسها و أشرق مرة ً آخرى

ومن ثم غرب إلى الآبد