يتحدث زعماءنا عن حرية الراي والتعبير, لكنهم ينتفضون في وجه كل من يريد قول الحقيقة من باب النصيحة وتصحيح المسار, اقله الزج به في السجون. وقد لا يخرج منها ابدا.
لبنان قيل عنه سابقا انه بلد التعايش بين الطوائف التي يحتضنها,بلد الثقافات المتعددة والرؤى المختلفة, لكنه في كل الاحوال لم يخرج عن محيطه العربي وقضيته الاولى فلسطين, استوعب مئات الاف المهجرين قسرا من فلسطين, لكنه ومع تنامي العداء للعروبة والاسلام وسعي الغرب الى احداث فتن بين مكوناته, اصبح البلد هشا.
في ظل هذا الهجمة الغربية على لبنان لتفتيته, اخذ كل مكون عرقي او طائفي فيه يبحث له عن من يؤازره بالخارج ويستنجد به, ومن هنا كانت الحرب الاهلية التي دامت لأكثر من عشر سنوات كانت نتيجتها قتل ابرياء وتشريد اناس في مقتبل العمر ليعيشوا الغربة ,واستحداث زعامات طائفية وعرقية تعيث في البلاد فسادا.
لقد اصبح لبنان ساحة صراع اقليمية ودولية, للأسف الشديد لم يعد دولة مستقلة بل محمية من قبل دول بعدد طوائفه واعراقه,تشن عليه حملات اعلامية لأتفه الاسباب, منذ ان ترك الإعلامي المخضرم جورج قرداحي قناة العربية وهم يتتبعون احاديث, خاصة تلك التي أبدى فيها إعجابه ببشار الأسد وبعبد الفتاح السيسي، واعتبر فيها أن الحل الأنجع للمأزق اللبناني هو "انقلاب عسكري موقت"!..
تعرض قرداحي للسب والشتم وطلبت السعودية والامارات وغيرها من دول الخليج من حكومته اقالته لأنه قال ذات يوم وقبل ان يصبح وزيرا للإعلام "بان الحرب في اليمن وعلى اليمن حرب عبثية وحان الوقت لوضع حد لها", أليس ذلك حقيقة؟ الم تكن السعودية وشقيقاتها وبإيعاز من الغرب هي التي نصحت ان لم نقل اجبرت علي صالح على التنحي ليدخل البلد في دوامة العنف وقد كان البلد امنا مستقرا.
ماذا جنت الاطراف المتصارعة من الحرب غير الدمار والتشريد واهدار الاموال!,كان على هؤلاء الحكام المغاوير ان يجابهوا من قال لهم وفي حضرتهم(ترامب) انهم لولا امريكا لما بقوا في السلطة اكثر من اسبوع ,طأطأوا رؤوسهم في الارض كالنعام وكأنما الامر لا يعنيهم, أنى لهم ان ينبسوا ببنت شفه لا تعجب ولي نعمتهم لان سيدهم سيتركهم لمصيرهم, فتدوس عليهم شعوبهم بأقدامها الحافية. لم يصنع الخليجيون لأنفسهم شانا فظلوا عبيدا للغير بأموالهم.
يريدون ان يقضوا على كل صوت يخالفهم الراي, بالتأكيد لا نستغرب منهم ذلك انهم يحكمون شعوبهم بالحديد والنار, يهدرون ثروات بلدانهم وشعوبهم تعيش الفقر والبؤس والحرمان.
المؤكد ان لبنان وان بدا للخليجيين ضعيفا لن يقدم على اقالة الوزير بسبب جملة عابرة لم يكن حينها مسؤولا خاصة وانه اكد التزامه بالبيان الوزاري للحكومة اللبنانية, لقد امعن العديد من المسؤولين في لبنان في كيل السباب والشتائم بحق الرئيس الاسد والنظام الايراني ولم يتخذ نظام الحكم بشأنهم اي شيء, إن حكام الخليج الراقدين على بطونهم ,المنغمسين في وحل العمالة, لن يقووا على تفجير الاوضاع في لبنان, فاللعبة ليست بأيديهم, بل هم مجرد دمى يحركها الغرب متى شاء.
ميلاد عمر المزوغي