دائما ما نسمع دعاوي للتفاؤل بالمستقبل و نسمع عن كم جمال المستقبل الذي هو غيب في الأصل.! و نتفائل و لكن.. نفاجاء بالصدمة.! المستقبل لم يكن يوتوبيا كما توقعنا و لكنه كان عادي جدا.. فنتحول و نكون متشائمين ناظرين للمستقبل من منظار السوداوية المبنية علي تجاربنا السابقة.. و لكن.. يأتي المستقبل و لكنه لم يكن ديستوبيا مثلما توقعنا و لكنه كان عاديا أيضا.. كلا الحالتين في أصلهما باطلين فلا يوجد مستقبل يوتوبي كامل ولا مستقبل ديستوبي كامل و لكن الأمور تكون سوداء في جانب و بيضاء في الجانب الأخر.. و من هنا ينبعث سؤال ألا هو.. هل أكون متشائما أم متفائلا.؟ في الحقيقة يا عزيزي عليك أن تتحلي بالإثنين (التشاؤم و التفاؤل).! قد يبدوا الأمر متناقضا و لكنه ليس كذلك بالأحري.. فإنك إن كنت متفائلا بالمستقبل تفائلا جما ثم جاء المستقبل علي ما لا تهوي ستصدم شر صدمة و ستقع في بئر من الكئابة السوداوية.. و إن كنت تقف منتظرا المستقبل بمنظار التشاؤم و السوداوية فإنك فاقدا لروحك.. فالإنسان المتفائل، علي الأقل، يكون عامرا بروح نبيلة بغض النظر عن أنها ستنهار و لكن أنت يا عزيزي المتشائم فاقدا لروحك في الحاضر قبل المستقبل.. و لذلك فلحل يكمن في أن تتحلي بالنظرة المتفائلة للمحافظة علي روحك و لكنك، أيضا، يجب أن تتحلي ببعض التشاؤم لكي لا تصدم.. و إني لا أعلم لماذا نخاف من المستقبل بالرغم من أننا نستطيع أن نحكمه الأن قبل أن يكون حاضر.!؟ و لكن لا عجب في ذلك فالإنسان معروف بالبلاهة منذ فجر التاريخ و لن يكف الإنسان عن البلاهة لأنها طباع متاوارث منذ فجر التاريخ.. و قد ظهرت في هيروشيما و الإبادات الجماعية المماثلة لها صور من هذه البلاهة و لكن الله قد رحمنا بأن جعل فينا القلائل الحكماء.
الإنسان بين التشاؤم و التفاؤل - تأملات #1
تدوينات اخرى للكاتب
الحب النبيل - تأملات #3
لا تظن يا عزيزي أنني سأكلمك عن حب مثل حب قيس وليلي، عنترة و عبلة، أو روميو و جولييت.. لا يا عزيزي.. إطلاقا.. إنني سأكلمك عن حب أنبل من هذا و...
عبدالرحمن محمود - Abdelrahman Mahmoud
الحضارة و القداسة - فكر #1
إذا نظرنا نظرة المتأمل المفكر سنجد أن لكل حضارة تحيزات تميل لها.. فالحضارة الإسلامية، علي سبيل المثال، متحيزة تحت ظلال قرآنها و سنة نبيها.....
عبدالرحمن محمود - Abdelrahman Mahmoud
الأدب و الواقع (ما مهمة الأدب إتجاه الواقع) - خواطر أدبية #1
دائما ما نتسائل في الأوساط الأدبية عن دور الأدب (بمختلف أنواعه) تجاه الواقع.. هل مهمة الأدب هي إعكاس الواقع علي صورة رواية (مثلا).؟ أم الإعك...
عبدالرحمن محمود - Abdelrahman Mahmoud
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين