البارحة إنتهيت من قراءة كتاب "رواية الدروب الشاقة" أو كما يطلق عليها البعض "الدروب الوعرة" للكاتب  الجزائري "مولود فرعون " .

عادة تنتهي الرويات الحزينة بحزن لم تكن تتوقعه , فتجد أبطال الرواية يعيشون حياتهم في سلام إلا أن تصيبهم مصيبة تعكر مجرى حياتهم ! وهنا تنتهي الرواية ويختم الكاتب قصته الحزينة بالموت أو بالفراق أو بالمرض , ولكن المختلف في روايتنا اليوم , أنها بدأت بداية حزينة لتنتهي بنفس البداية . 

فالرواية منذ البداية ميؤس من نهايتها , فالكاتب يذكر لك أن بطل روايتنا المدعو "أعمر" سيموت في نهاية القصة ليترك وراءه محبوبته "ذهبية" . ولكن رغم معرفتي بنهاية قصة ذهبية وأعمر قبل بدايتها , واصلت القرأة إلى أخر سطر في الرواية .... فالنهاية جعلتني أحاول معرفة الأسباب والتعرف على الشخصيات حيث عمل الكاتب على إظهار ما يفكر فيه الشخصيات بطريقة عجيبة جعلتنا نغوص في أعماقهم ونفهم مشارعهم ونشاركهم تفاصيل حياتهم .

واقع القبائل : 

من الجلي في الرواية ان الكاتب حاول من خلال الرواية إيصال واقع القبائل في ذلك الوقت , حيث شهدت تلك المرحلة إنتشار المبشرين المسيحين في الجزائر , بالإضافة إلى تأثر سكان القبائل في تلك الفترة مع الإختلاط والإختلاف في الديانات وهو ما كان جديد علينا في تلك الفترة... !