لاكثر من ستة عشر شهرًا وانا افكر كيف ابدأ بكتابة هذه التدوينة، كيف احصل على جملة جيدة افتتح بها هذهالتدوينة، ولستة عشر شهرًا لم استطع ان اكتب اول كلمة فيها، اربعمائة وثمانين نهار واربعمائة وثمانون ليلًا لمتكن كافية، وعندما اعد الايام فانا اعد الايام التي فقدتك فيها، الايام التي ادخل فيها دون ان يسألني احد عنك،اين انت..؟ ماذا تفعل..؟ ولماذا انت لست معي هذه المرة ..؟

تخيل اني افتقد هذا الجزء من حياتي كثيرًا، افتقد اجزاءًا كثيرة وتفاصيل كثيرة لكن هذا الجزء كان اكثرهم ايلامًا..

منذ اكثر من ثلاث سنوات وانت غائب حاضر، كنت طريحًا في المستشفى ترقد انت وابي في نفس التوقيت، كانوقعهما كبيرًا على قلبي، ولأن قلبي صغير جدًا ارهقه الألم بسرعة، ان تفقد ركنين كانا كل اجزاء حياتك، ان تفقدالزاويتين اللتان تحس فيها بالامان، ان تفتقد تلك الغرفة المظلمة التي تشعر فيها ان العالم لايساوي شيئًا، فقدتالظل والحاجز ففقدت الامان، اصبحت غريبًا في عالم اعرفه، اعرفه جيدًا لاني فيه منذ اكثر من ثلث قرن، لكنالزاويا لم تعد هي نفس الزوايا ولا الاماكن ..

لم اكن اعتقد ان فقد الاشخاص موحش لهذه الدرجة، شعور غريب اخذ مني وقتًا اطول مما توقعت حتى استطعتان استوعبه، مع انني كنت اعيش الانكار بكل مايعنيه،  مع ان الحياة هزمتني الف مرة ولم تتوقف حتى هذهاللحظة ..

كنت اتذكر كيف كنت تحكي لي عن ابيك، وكيف كان ذلك العجوز النبيل حجرًا مقدسًا داخل حرمك، كيف كانشكل عينيك وانت تتذكر قصصه ومواقفه، الآن فهمت كل شي، سامحني لم اكن استوعب، فعقلي اصغر منيستوعب فقدًا بهذا الحجم ..

لكن عيناي تشابه عيناك وانا اكتب هذه الكلمات، مشاعر مختلطة، مملوءة بالحزن والفخر والألم، حزن فقدك وفخرُلاني كنت الاول والاخير في حياتك وألم مكاناتك الفارغة ورقمك الذي لم استطع ان ازيلة من قائمة اتصالاتيالمفضلة حتى الآن ..


نصف الف يوم، لم تكن ايامها كأي يوم، كل يوم هو معركة مستقلة وحزن ممتد وفقد موجع ..

انت هنا معي بكل تفاصيلك، استمع الى تسجيلاتك واضحك عليها واسخر منها كل ماحملني الشوق اليك، ستظلمعي الى آخر يوم في عمري، صحيح ان عمري غير مهم لكنك فيه، انت اخترت هذا الشي بمحض ارادتك ..

 

انا لا اكتب رثائك، انت هنا اكتب لك لانك معي وتقرأ كل حرف، انت هنا لم تغادر ابدًا ..