هل انت صادق ؟
كلنا يهم للاجابة بنعم . وذلك في حد ذاته كذبة كبيرة نخدع كلنا انفسنا بها.
اذا راجعنا انفسنا متحريين الامانة فسنجد ان الصدق شئ نادر الوجود يكاد يكون مختفي من الاساس.
الصدق كائن شبه منقرض بيننا . تسريحة الشعر تكاد تكون كذبة . الكهل الذي يسرح شعره خنافس يكذب . المرأه التي تضع الباروكة تكذب . الفتاة التي تستميت في وضع المكياج تكذب. الشاب المتأنق في ملبسه ليخفي ضعفه في التعامل مع الناس يكذب .
عندما ناكل ونحن شبعي عندها نكذب . عندما تنفق المبالغ الطائله من اجل تليفون محمول او سيارة فارهة من اجل مظاهر فارغة انت بالطبع تكذب . ذهاب الزوجة للتسوق بكميات هائله لاشياء تكاد تكون لغير فائدة من اجل المظاهر ومن اجل ان تحكي لجاراتها بالتأكيد تكذب .
ونحن نعيش كذبة كبيره للغاية عندما ندعي رغبتنا للتقدم والحضاره والتطور كيف ذلك ؟!
كيف التقدم لامة اصبح التقليد لها امة ؟ !
كيف التقدم في امة تجد فيها شاب يعيش هائم علي ووجهه بدون هدف و امل يقودونه ؟! وفتاة كتب الطبخ و برامجه و الموضة و المكياج و التفسح كل حياتها ؟
كيف وكل الكتاب والمؤلفين يبيعون النفاق في اسواق ؟
كيف وكل الاعلاميين يقدمون الكفر علي اطباق من ذهب لامع ؟
كيف تجد أمة رقي وكل حياتها في صفحات انترنت تافهة ضئيلة ؟
وغير ذلك من الكثير كم الكذب و الضلال والانحراف ؟
ألا يمكن ان تري في رغبتنا في تقدم بعد كل ذلك وغيره كذبة كبيره نعيش فيها ؟!!!!!!
وهناك ما يدعونه بالحب فأصبح هو الاخر كذبة كبيره بين قلوب منافقة لا تعرف للصدق طريق .
فذلك شاب يدعي حب وعشق فتاة وعندما يعلم ان هناك فتاة علي مقربرة منه في نفس العلاقة قد ينهار من اجل ذلك . أليس تلك كذبة كبيرة ايضا ؟
ومن جهة اخري فتاة تدعي الحب و العشف لشاب و تحدث اخر و اخر . كذبة اليس كذلك ؟
شباب سهر ليالي حديث هاتفي كتابات فيس بوك مدعي الحب ولكنه في الواقع يلتمس طريقا للهرب من مشكلاته والام واقعة التي يواجها بكل جبن وهروب وفرار.
وكم من مدع ومدعية للحب سهروا ليالي شاردين في التفكير العميق متناسيين التفكير في حياتهم ومشكلاتهم و صلتهم برهبهم . الا يمثل ذلك كذبة ايضا ؟
اغاني الحب وقصصه تتواطأ هي الاخري لترسم اكاذيب و اوهام و احلام من الصور البراقة عن القبلة و الضمة ولقاء الفراش و لذة العذاب و دموع الوسادة و صحوة الفراق . اكاذيب اكاذيب فارغة حقا
والحقيقة المرة الاخري هي الصلاة . كم من مصل واقف بين يدي ربه غرق في التفكير في مشكلاته وهمومه ؟ كذبة بالتأكيد هي الصلاة حينها.
ولكن متي حقا نصدق ؟ ام كل حياتنا كذب في كذب ؟
اتعلم قارئي العزيز تلك اللحظة التي تجد فيها نفسك وحيدا تحدثك نفسك بكل صدق وامانة وتسالك .
متي تتق الله في كل شئ ؟ متي تفعل شئ يجعلك انسانا حقا ؟
تلك اللحظه عندما لا يسمعك احد فيها انت و نفسك فقط . لحظه بات فيها الصدق قائمتها .
الخلوة لحظة الصدق الحقيقية اللحظه التي يتحراها الانسان كل يوم . لحظة قد يعيش الانسان كل حياته من اجلها . لحظة تجعله انسانا حقيقيا يغير في اثرها مجري حياته .
تلك المكالمة الانفرادية احين يصغ الانسان الي نفسه . لحظة من اثمن اللحظات حيت تتوقف الحياة في تلك اللحظة لتبوح بحكمتها حين لا يجوز الكذب ولا الزيف ولا الخش ولا الخداع .
قد تأتي تلك الحظة مساية الحياة كلها .
وقد تتاخر فنموت في تحريها و انتظارها حينها يكون قد فات اوان التغيير .
الانسان يولد ويعيش ويموت وحده .
لا نبالغ عندما نصف الدنيا بأنها باطل الاباطيل فكل ما فيها قد يكون زيف كل الزيف . كم من اخ قتل اخيه من اجل مال او قطعة ارض ؟ كم من صديق خان صديقة من اجل فتاة حمقاء حقيرة ؟
و لكن بالرعم من ذلك كله فالحق بداخلنا ولكننا لا نراه ونعجز عن الوصول اليه
تأملنا في داخلنا يقودنا اليه
العلم و الامل والايمان يقودونا اليه .
مراقبتنا لانفسنا تهدينا اليه
نراه موضع البصيره لا البصر .
اني لا اجد نصيحة اثمن من التوجيه الي العودة الي تلك الفطرة التي فطرنا الله عليها . الي تلك الفطرة التي لم تدنسها لفلفات المنطق و مراوغات العقل
اسال قلبك . وسيدلك قلبك علي كل شئ بكل امانه وبدون زيف .
فقد اودع الله في داخلنا تلك البوصلة التي لا تخطئ ابدا ((( الفطرة )))
((فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ))
متي نعود اليها ؟ مني تكون حقا قادنا ؟