عندما اتأمل الخط الزمني الذي مررت به طوال حياتي، أجد أنني كنت أنعم برفاهية منطقة الراحة الخاصة بي تارة، حيث لم أكن أتعرض لتحديات أخلاقية حينها، ثم أخرج من تلك المنطقة تارةً أخرى، لأكتشف حقيقة شخصيتي وما وصلت إليه من معرفة، خاصة من الجانب الأخلاقي، وفي خضم هذه التنقلات المستمرة، بدأت أدرك مدى كوني أخلاقية، والأسباب التي تمنعني من أن أكون أخلاقية في بعض الأحيان.

فأدركت أنه لا يمكن للمرء أن يعرف كم هو أخلاقي إذا لم يختبر أخلاقياته في المقام الأول، ولا يمكن اختبارها إذا لم يتعرض لتحدي أخلاقي خارج منطقة الراحة الخاصة به، فيصبح في موقف حرج يتطلب منه اختيار إجراء معين يحدد مستوى أخلاقياته.

فما أسهل من أن نحكم على أنفسنا في أكثر حالاتنا استقرارًا، ولكنه لن يكون حكمًا دقيقًا في الغالب، إلا لو أصابتنا حالة من الارتباك وعدم اليقين، حيث نُجبر على الاختيار ما بين مصالحنا الشخصية، وما يجب علينا فعله، بين الحق والباطل، بين إحداث تغيير أو الإحباط وعدم تغيير أي شيء.