لأن السماء أرحب ... ربما                                   لم يخبروك يومًا أن  لا سجدة  تمر دون ذكر اسمك ، أو  أنهم يريدون فقط رؤيتك بخير لا يغيب عنك مبسمك .

لأن السماء أرحب ..ربما                                     لم يخبروك أنهم من رشحوك لمنصبك هذا ، أو أنهم وإن بدوا أمامك متلعثمين فهم فصحاءُ في مدحك بين الأنام وكأنك أول بني البشر وطئًا للأرض .   

الرائعون دوما   ...                                               من يرونك هلال ظلمتهم ، نعم يدركون تمامًا أن أمامك رحلة طويلة لتكتمل بدرا وأن مصيرك محاق لا محالة ؛ لكنهم يرون الجميل منك وإن ضَؤُل ويؤمنون بأن  كل انخمادٍ يليه تَوهج .

المحسنون بلا مقابل ...                                     من يلفتون نظرك لطيور النورس ، أشعة الشمس البراقة ، أشكال النجوم والغيوم في السماء ،لأنها أرحب ...ربما                                 يقصون عليك حكاياتهم مع القطط والأسماك والطيور والشجر ؛ ليسوا بالضرورة حالمين كما يدعي الكثيرون ، بل قد يكونوا وصلوا لدرجة من اليأس أن أضفوا مشاعر الشخصوص على الجماد والطير وصنعوا منها حكايات تؤنسهم ، أو أنهم يحاولون صنع شق جديد للأمل في جدار يأس فولاذي .

يدركون تمامًا أنها نهاية الزمان وأن حربًا عالمية على وشك أن تقوم وأن الوضع الإقتصادي مزرٍ لا يتحسن ؛ لكنهم يدركون أكثر أن قلبك لن يقوَ على تحمل صخب هذه الأرض إذا لم يلتفت إلى السماء ويتذكر أنه تعالى "يُدَبِّرُ الْأَمْرَ   ".

         الأنقياءُ جدا ...                                            يبثون في روحك جمالا أينما لاقوك ، يخبرونك أن الغد سيكون دوما أفضل ، يفضلون دور الظل في الظُلمةِ ؛ موجودون دومًا يدفعونك من الخلف وإن لم تراهم ،  متفائلون كثيرًا ...كفلسطيني مات قبل نشوب الحرب في بلده بيوم واحد حاضنًا انتماءه مؤمنا بمستقبل وطنه وإخلاص العرب له !

لم يريدوا أن تكون علاقتهم بك أرضية روتينية مسطحة-لن تسع الأرض قلوبهم على أية حال - فصاروا يبعثون برسائل وصلهم دعواتٍ إلى السماء سواء التقيتم أم لم تفعلوا. 

لأن السماء أرحب  ....ربما .