لاطالما تسائلت عن سر إحتفاظ بعد بمكانتها بعد أما في الخطابات، ربما هذا الشيء الوحيد الذي كنت أفهمه من الخطابات التي كانت تقع في يدي، وأستطيع تأويله وفلسفته. أما بعد قاعدة أما بعد، أما من...

منذ يناير ، وكنت أشعر بغصة في بطني لاضطراري لرؤية وجوه كانت وجوه قاسية على قلبي في الشتاء الماضي، خرج الشتاء ودخل الربيع، وفي رابع أيام الربيع، بعد رؤية الوجوه المتكرر. انزاح الشعور بالضيق شيئاً فشيئاً، وأصبحت هذه الوجوه عادية تجرّدت من المعنى والشعور المرتبط بها. أو قد أعطيت معنى جديد؟ وفنى الشعور المرتبط بها؟ 

لحظة خروج المعنى والشعور...لحظة تاريخية في عمر الذاكرة، لكنها تتم بدون صوت...بدون ضجيج، بدون إعلان، إشعار مسبق...معجزة هذا الإنسان، معجز هذا المعنى. 

ترى الوجه هو نفسه، والشعر، والخدود، والحضن نفسه، واليد هذه الكفّ أعرفها...لكن لا الوجه هو هو، ولا الحضن هو هو ولا المسافة هي هي. كأن وجه جديد ولكنه هو نفسه إلا قليلاً.