حين نسمع عن الحب أو نتحدث عنه أو نكتب فيه؛ قد يتبادر إلى الأذهان قصة حب مثل : قيس وليلى، أو عنترة وعبلة أو غيرها من قصص الحب...

وقد  يتخيل السامع أو القارئ أن الحديث عن رجل في عنفوان شبابه وامرأة في قمة جمالها يتشاركان هذه القصة.

وفي الحقيقة أن هذا مفهوم قاصر عن الحب؛  فالحب فضاء فسيح يمتد إلى المالانهاية وحصره بين رجل وامرأة هو من الظلم لمعناه الواسع. 

فديننا الحنيف هو دين الحب وقد ذكر لفظ الحب في القرآن والسنة في أكثر من موضع.

قال تعالى :

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)} سورة آل عمران. 

وعن أنس بن مالك قال قال النبي ﷺ :

(ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ.) صحيح البخاري. 

وإني أرى أن أعظم الحب وأشرفه هو حب الله ورسوله، وأصدق الحب هو حب الأم لولدها....، وأنبل الحب هو ذاك الذي يكون بين رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، كيف لا وهم من الأصناف السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما جاء في حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ.

وقد ضرب النبي ﷺ وأبو بكر الصديق رضي الله عنه أروع الأمثلة في الحب الحقيقي والإخاء الصادق، وقصتهما في رحلة الهجرة وماحصل بينهما في الغار خير شاهد. وما أعظم قول أبي بكر (.. فقلت اشرب يا رسول الله ، فشرب حتى رضيت ) رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري. 

فالرجال إذا تحابوا ضربوا أروع الأمثلة في الحب الصادق والوفاء والإخاء والإيثار. فلا تحصروا الحب بين رجل وامرأة. 

خاتمة:

و إنّ الخليل إذا خان خليله وتنكر لعشرته وفجر في خصومته بعد أن جمعهما حب عظيم؛ لهو أشد مضاضة على النفس ، وأكثر تمزيقاً لنياط القلب، وقد يتسبب بنزيف حاد في الفؤاد يودي بالحياة، فرفقاً بقلوب أحبابكم.


🖋️أبونواف 

الأربعاء ١٥ / ٢ / ١٤٤٣ هـ