المقياس في شرح منهج ابن عباس


كان لقول الإمام الحبر الترجمان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: (التفسير على أربعة أوجه: قسم تعرفه العرب في كلامها، وقسم لا يُعذَر أحد بجهالته؛ يقول: من الحلال والحرام، وقسم يعلمه العلماء خاصةً، وقسم لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه، فهو كاذب"[1] - أقول: إنه كان لهذا القول الكريم صدًى عظيم في إحداث نقلة نوعية تجاه مناهج المفسرين لكلام الله تعالى - القرآن الكريم - وذلك لِما تضمنه ذلكم القول الكريم من لَبِنات تعد تأسيسًا لقواعدَ منهجية - بحق - لتفسير كلام الله تعالى، وما يمكن أن يخرج به المتعرض لهذه الآية تأويلًا، وما يمكن أن ينتصب لتلك الأخرى تفسيرًا من القرآن المجيد.

 

وهو من ثَمَّ يكون مطمئنًا حين دورانه في فلك هذا المنهج الكريم أنه ليس يكون إلا قريبًا من معنى كريم كان هو مقصوده تعالى من ذكره وآيِهِ وقرآنه الحكيم، أو أنه لا شك موفِّق إلى وصوله إلى مقصوده تعالى، حين قال سبحانه في هذا المكان آية، أو أنزل تعالى في ذاك المكان أخرى، مما حواه الكتاب الكريم من آيه الكريمات.

 

وهو في الوقت نفسه يكون مطمْئِنًا إلى أنه ليس قد خرج عما قد رُسم أمامه من علامات في المنهج، تعد زادًا له على الطريق، وهو إذ يرنو توفيقًا من مولاه تعالى الملك الحق المبين، أن يعرف مقصوده، وهو إذ يروم أن يدرك تفسير كلامه تعالى، وقوفًا على مراده؛ وذلك كيما يتأتَّى له عبادته على وفق مراده، وذلك كيما يتحقق له قراءة كتابه، وهو إذ يعرف معنى ما يقرأ؛ فيتحقق له خشوعه، ويتأكد له خضوعه، لمولاه سبحانه ﴿ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ﴾ [الأعراف: 196].

 

وهو من ثم بهاتين الفضيلتين الجامعتين المانعتين - إدخال المعنى، وإخراج ما ليس معنى - يكون في مأمن من أنه ليس يقول على ربه سبحانه ما ليس له به علم، أو أن يقول في كتابه سبحانه بذات رأيٍ من عنده؛ لأنه والحال كذلكم يُخشى عليه أن يُدخِلَه حديثه صلى الله عليه وسلم فيما هو منه في حذر، ولِما هو عنه في غنًى؛ وذلك حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب عليَّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه، فليتبوأ مقعده من النار))[2].

 

ومدار بحثنا الآن حول قوله رضي الله تعالى عنه: "وقسم لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب".


وبين يدي بحثٍ أهمَّ كهذا الذي بين أيدينا، فإن هنالك مقدماتٍ حسن بيانها:

المقدمة الأولى: لكل شيء معنى وحقيقة، وأما المعنى فيمكن إدراكه ويجوز فهمه بدليله الذاتي، أو بدليل آخر خارجي، وأما حقيقة ذلكم الشيء، وهو ما يتعلق بكُنْهِهِ، وتركيب مادة وجوده، وحقيقة كل ذلكم أيضًا، فإن ذلكم هو ما اختص الله تعالى بعلمه، وليس يحيطه بشر، وليس يُطيقه إنس، وليس داخلًا في مناط إدراكه ابتداء، وإنه ليس مطالبًا به انتهاء، ومن ثَمَّ يكون إقحامه لنفسه دخولًا فيه محذورًا، أو إن شئت قل كما قال ربك الرحمن سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ﴾ [المائدة: 101]، ومن ثَمَّ كان القول بأن حقيقة الأمور مقصورة عليه تعالى، هو القول الفصل ها هنا، وهو المذهب الصحيح آنئذٍ.

 

وليس يقال: إنه للقرآن ظاهر وباطن، على قول قوم آخرين، وإنما هذا أمر متعلق بمعنى فقط، وهو ما نحاول استفراغه وسعنا، وإنما هو تركيب داخلي لذات الشيء، ما وسعنا علمه، كما أنه ليس يضيرنا جهله، وبذل جهد فيه؛ إضاعة لما قد كفاناه الله تعالى ربنا الرحمن سبحانه، وما نحن ببالغيه، وقد كان من جميل تحويل ذلكم الجهد، وبذله في استنباط لطائف القرآن، وقد كان من حسنه استنطاق بيان الفرقان، بل إن ذلكم لمن رحمته تعالى، أن قد كفانا بحثًا، فيما لسنا مكلفين به، أو فيما ليس علمه مفيدًا لنا كثيرًا، وإلا كان الله تعالى قد أوسع لنا فيه مجالًا لنعلمه، وإلا قد كان الله سبحانه قد أفسح لنا فيه فضاء لنترسمه ونفقهه؛ ولأن ذلك من لطف ربنا الرحمن؛ وهو من مقتضى قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19].

 

وقولٌ بذلك هو الحق، وقول بغيره لَيُعدُّ مغايرًا له؛ وذلك لأن الخوض في ماهية الأشياء تركيبًا ومادة هو من العلم الذي يعد تكلفًا، حين يعكف الإنسان عليه، وحين يجعله همًّا له الوصول إليه؛ إذ فما ضر امرئ حين لا يعلم حقيقة النار، أو الجنة، أو ما سواهما؟ وإذ ما نفع قد حازه وهو إذ يكابد بحثًا، وهو إذ يصعد درجات من بعدها درجات أُخر؛ وما كان مثله ﴿ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ﴾ [الرعد: 14]؟!

 

المقدمة الثانية: وجدير أن كلام الله تعالى مفهوم في عمومه، وذلك أمر بدهي طبعي، وأن كلامه تعالى ليس مستغلقًا على إدراك معانيه ومراميه وأهدافه، كونه جاء هاديًا للناس، وبصيرًا بهم إلى سبل الخير والهدى، والفلاح والصلاح، والهدى والتقى، والعفاف والغنى، وهو الذي يكون من شأنه متوافقًا مع كون هذا القرآن العظيم هدًى للناس؛ كما قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، وإذ كيف يكون كذلك (هدًى) إلا إذا كان فهمه إجمالًا متناوَلًا لدى العموم، ولدى الخصوص سواء بسواء؟ وهو أمر أوليٌّ يتواءم مع شأن هذا الكتاب المجيد كونه: ﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2]، وإلا فكيف ينال هُداه قوم هم به يؤمنون من مخ رؤوسهم إلى أُخمص أقدامهم، إلا حين يكون سلِسًا سهلًا ميسورًا؟ وهو قصد ابتدائي أيضًا، وهو إذ يتناسب مع كون هذا القرآن مسطورًا، دونما إغلاق على ذي عقل راجح، وأنه ليس طِلسمًا أمام ذي لُبٍّ كريم فالح، لأنه والحال ليس كذلك سوف نقع أمامه في حفرة عميقة، عميق أثرها، ليتردى فيها كل عادٍ وغادٍ، وأنه كذلك لواقع بنا حين نستدعي قومًا ظانين فيهم إخراج كنوزه وهداه، وإذ بهم سوف يبعدون به عن قصده، وإذ بهم سوف يتأولونه على غير مراده وهدفه، وإنما وفق ما جادت بهم قرائحهم، ولربما كان قريبًا من قوله تعالى: ﴿ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ﴾ [الأنعام: 91]، وذلك حين اتخذ قوم من كتابهم منهجًا ليس صوابًا، وذلكم حين كانوا وقد استأمنهم الله تعالى على ذلك، فما رعوا هذا الائتمان حق رعايته، ليتولَّوا (هم) رسم معانيه، وما كانت من معانيه، وليقوموا (هم) ببيان مراميه، وما قربت من مراميه! وليجد الناس أن قومهم المؤتَمَنين قد خلَوا به من معانيه كلها أو بعضها ابتداءً! وقد فرَّغوه من مقصوده الذي جاء من أجله انتهاء؛ كونه: ﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ * وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 46 - 50]، وإذ بالناس يجدون أنفسهم أمام صناديدَ يقولون بقوله، وما هو بقوله! بل إنه ما جاء أساسًا وتأصيلًا إلا ﴿ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾ [الأحزاب: 43]، وهو ما نزه الله تعالى كتابه عن ذلكم ليتناسب مع مقتضى قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، كما يتواءم مع قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، وهو ما يجعله كتابًا صامدًا أمام تغيرات الأهواء، وهو ما يجعل منه كتابًا هدًى بحق، ليس يكون رهينة قولٍ لهذا بعيدًا عن هديه، وليس يكون مرتعًا لذاك كيما يكون به خارجًا عن رسمه وقصده! وذلك لأن آفاقه لَواسعةٌ، وذلك لأن أبوابه لمشرعة، ففتح الله تعالى به قلوبًا غُلفًا، وأسمع به آذانًا صُمًّا، وأبصر به أعينًا عُميًا، ﴿ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ﴾ [الأنعام: 19].

 

هذا وحسُن ذِكر أن علماءنا قد وقفوا عند كتابه تعالى، وقد أحلُّوا حلاله، ولم يضيفوا إلى حلاله ما ليس داخلًا فيه، وجمُل بيانُ أن فقهاءنا قد عكفوا حول كتاب الله تعالى ربهم الحق؛ وليحرِّموا حرامه، ولم يخرجوا من حرامه ما ليس جائزًا فيه أيضًا؛ وذلكم لأنهم وُقُوف عند الكتاب، وذلك لأنهم يترسمون فصل الخطاب، وذلك لأنهم يعلمون قول ربهم الحق الرحمن: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116]، وإن هذا لَقولٌ حقٌّ، شهد به الأبعدون، كما قد نطق به الأقربون، والحمد لله تعالى.

 

المقدمة الثالثة: ويبقى القول إنه ليس يلزم من كون القرآن العظيم ميسرًا أن يتخلله كل قائل، أو يتلوكه كل صائل، وإلا لكان القول بذلك عبثًا، وإلا لكان قوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44] عن معناه مفرَّغًا، وذلك لأنه يدل تضمنًا على أن تنزيلًا كريمًا يمكن أن يكون بحاجة إلى تأويل، ولأنه يبرهن على أن قولًا لله تعالى ها هنا أو هنالك يعوزه بيان وتفصيل، وإلا لكانت هذه الآية حشوًا، والحال أنها ليست كذلك؛ ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]، فدلَّ على لزوم وجود الرسول مبيِّنًا، أول ما يبين عن ربه الرحمن سبحانه؛ وذلك لأن الله تعالى قد أعطى المساحة العريضة لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون له من خلالها وسيلة تأويل كلامه تعالى، وذلكم من مقتضى وصفه الأول، وهو كونه مُبلِّغًا عنه تعالى، وكذلكم من مقتضى ما تعنيه آيتنا آنفة الذكر حالًا، ومن ثَمَّ يكون بيان هذا الكتاب، وما يمكن أن يدخل في معناه، مما لا يمكنه إلا الخروج منه، هو من سلطة تفْقَه عنه تعالى مراده، وما كان لهذه السلطة من وجود على الحقيقة إلا في شخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأولي العلم قائمًا بالقسط، ولولا أن القرآن كتاب جليل، وما كان ذلك ليكون كذلكم، إلا حين يتحلق العلماء حوله لينالوا منه علمًا، وإلا لكان الفقهاء قد طافوا من حواليه ليتضلعوا منه فقهًا، ولينهلوا منه كَنزًا، وهو ما يتبدى لنا معناه؛ حين نتلو قول الله تعالى ربنا الرحمن سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، وذلكم حين قسمت الآية النظر في كتابه تعالى إلى ثلاث طوائف، كل منها له نظره من العلم إن كان علمًا، أو من الزيغ إن كان جهلًا، أو من التوقف حين كان الله تعالى هو المختص به بيانًا، ولما كان الوقف على قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ على قول فريق من أهل العلم بكلامه تعالى، وكذا أولي العلم، الذين كان من وصفهم لزوما أنهم الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ، فدلَّك إذًا أنك أمام عِلمٍ من الكتاب، ليس يعلمه إلا الله تعالى، وذلكم هو الذي عناه سيدنا الإمام الحبر الترجمان رضي الله تعالى عنه بقوله: "وقسم لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب".

 

على أنه يتبقى قول حسن بيانه، ذلك أنه الله تعالى حين كان قد أسند تسليمًا إلى أولي العلم بقوله تعالى، وحين قد أثنى عليهم سبحانه بذلكم مسلك حسن، قد كان منهم، أنه من شأنهم التسليم بما جاءهم عن الله تعالى ربهم الحق، إلا أنه يتبقى القول إنهم مسلِّمون بكونه: ﴿ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ﴾ [آل عمران: 7]، وسواء كان الشأن فيهم أنهم علموا تأويله، وذلكم خير، أو هم قد كانوا على غير علم به؛ لأن سياق الآية الكريمة لَيحكي لهم التسليم، ولمَّا لم يُشِرْ إلى كونهم قد علموا تأويله، أو على الأقل كله، وذلك على قراءة من وقف على قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7] كما أنف بيانه، بل إنه لأجمل بيانًا، وبل إنه لأحسن قيلًا، حين يكون العبد من شأنه التسليم لله تعالى مولاه الحق المبين، ولما قد علم معناه، أو قد غاب عنه فحواه، ومن حيث قد منح نفعه وهداه، ومن حيث قد أُنير له به سبيله، ومن حيث قد أُضيء له به طريقه!

 

ومنه فإنه ليتبقى فيض لا يعلمه عن الله تعالى إلا رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا ما كانت هنالك فائدة من تخصيصه بالذكر في قوله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم الأمة بربه الرحمن سبحانه، وذلك من حديثه صلى الله عليه وسلم أنه ((جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني))[3].

 

والشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: ((إني لأخشاكم لله وأتقاكم له)) وليست تتحقق خشية إلا بعلم، وليست تتأكد تقوى إلا بحسن قبول وصدق في الانقياد، وإلا بجيد عمل بإخلاص ويقين في القياد.

♦    ♦    ♦


ولئن إن قيل: وما معنى قوله رضي الله تعالى عنه: "وقسم لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب"، قيل إنه: "تفسير لا يعلمه إلا الله، وهو ما يتعلق بكيفية صفاته، وحقيقة أمور الجنة والنار التي ذكرها الله عز وجل في القرآن العظيم"[4]، ومنه "معرفة حقائق الأمور، وما أبهمه وأعلم أنه لا يعلمها إلا هو، مثلًا: الاستواء معلوم، لكن كيف الاستواء؟ ما حقيقته؟ الله سميع بصير، كيف سميع بصير؟ ما حقيقته؟ ليس كمثله شيء، تثبت المعنى وتكِل الكيفية إلى الله، معرفة القيامة؛ لكن متى تقع وكيف؟ لا نعرف، أمور الجنة والنار، أمور من الأشياء الغيبية التي ذكرها الله عز وجل في القرآن، فنحن نذكر معناها بحسب ما دل عليه الشرع، أو بحسب اللغة، أو ما اتفق عليه أهل العلم، ولكن نكل حقيقتها إلى الله، فهذا النوع هو الذي أراده ابن عباس بقوله: "وتفسير لا يعلمه إلا الله"، وهو أحد القولين في تفسير قول الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7]"[5].

 

وإذا قلنا: "إن التأويل في قوله: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7] بالمعنى الآخر الذي هو حقائق الأشياء الغيبية التي أخبر الله تعالى عنها مثل كُنْهِ صفات الله تعالى؛ أي: حقائقها وكيفياتها، فهذا لا يعلمه إلا الله تعالى وهو واضح، فإذا فسرنا التأويل بهذا الاعتبار فهنا يجب أن نقف على لفظ الجلالة - ما نصل – فنقول: قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7]؛ بمعنى: حقائق الغيبيات"[6].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب، فإن منه "ما يجرى مجرى الغيوب نحو الآي المتضمنة قيام الساعة، ونزول الغيث، وما في الأرحام، وتفسير الروح، والحروف المقطعة، وكل متشابه في القرآن عند أهل الحق، فلا مساغَ للاجتهاد في تفسيره، ولا طريق إلى ذلك إلا بالتوقيف من أحد ثلاثة أوجه: إما نص من التنزيل، أو بيان من النبي صلى الله عليه وسلم، أو إجماع الأمة على تأويله، فإذا لم يرد فيه توقيف من هذه الجهات علمنا أنه مما استأثر الله تعالى بعلمه"[7].

 

وانضواء الحروف المقطعة تحت لواء هذا القسم كان اختيارًا لبعضهم؛ ذلك لأن "هذا إنما يصدق بشأن الحروف المقطعة، فإنها رموز بين الله ورسوله، لا يعلم تأويلها إلا الله والرسول، ومن علمه الرسول بالخصوص"[8].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب، فإنه يشمل "حقائق المغيبات، ووقت وقوعها؛ فالدابة التي تخرج في آخر الزمان لا يعلم كيفها - حقيقتها - إلا الله، ولا يعلم وقت خروجها إلا الله، وهكذا سائر الغيبيات، وهذا النوع غير واجب على أحد، بل من تجشم تفسيره فقد أثم وافترى على الله، وادعى علمًا لا يعلمه إلا الله سبحانه"[9].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب، فإن منه "ما لا يعلم تأويله إلا الله الواحد القهار، وذلك ما فيه من الخبر عن آجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسى ابن مريم، وما أشبه ذلك: فإن تلك أوقات لا يعلم أحد حدودها، ولا يعرف أحد من تأويلها إلا الخبر بأشراطها، لاستئثار الله بعلم ذلك على خلقه"[10].

 

قلت: وبه أنزل الله تعالى قوله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 187]، وكان "نبينا محمد إذا ذكر شيئًا من ذلك، لم يدل عليه إلا بأشراطه، دون تحديده بوقته، كالذي رُويَ عنه أنه قال لأصحابه، إذ ذكر الدجال: ((إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه، وإن يخرج بعدي، فالله خليفتي عليكم))، وما أشبه ذلك من الأخبار التي يطول باستيعابها الكتاب الدالة على أنه لم يكن عنده علم أوقات شيء منه بمقادير السنين والأيام، وأن الله جل ثناؤه إنما كان عرَّفه مجيئه بأشراطه، ووقته بأدلته"[11].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب، فإن منه "ما استأثر الله بعلمه في بعض الحكم، وفي وقت المغيبات، وفي كيفياتها، فهذه التي يصح إطلاق هذه العبارة عليها، أما المعنى فلا، ولا يعرف عن واحد من السلف أنه ادعى أن كلمة من القرآن لا يعرف معناها جميع الناس، بل كان الواحد منهم يتوقف عما لا يعلم من المعاني، ولا يدعي أن غيره لا يعرفها"[12].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب، فإن منه "ما يجري مجرى الغيوب، وهو نحو ما تقدم في المتشابه، الذي لا يعلمه إلا الله، كأشراط الساعة، وأما عدم وصول بعضهم إلى فهم المراد باللفظ فتارة يكون بسبب استعمال لفظ غريب، أو لعدم تمييز المنسوخ، أو معرفة أسباب النزول، أو حذف المضاف، أو الموصوف، أو غيرها، أو إبدال شيء مكان شيء أو حرف بحرف، أو اسم باسم أو فعل بفعل، أو ذكر الجمع موضع المفرد أو بالعكس، وغير ذلك مما ينبغي الاطلاع عليه"[13].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب؛ "مثل: العلم بحقائق صفات الله عز وجل وكيفيتها، وكذلك العلم بحقائق ما أخبر الله به عن اليوم الآخر وعن الجنة والنار وما أشبه ذلك مما لا يمكننا إدراكه، فهذا من ادعى علمه فإنه كاذب، لأنه لا يعلمه إلا الله"[14].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب، فإن منه ما "يعني أن الحقيقة التي يؤول إليها والكيفية التي هو عليها مما أخبر الله عنه في كتابه من الأمور المغيبة كذاته سبحانه وتعالى، وكيفية صفاته وما في الدار الآخرة من النعيم والعذاب، وغير ذلك، فهذا لا يعلمه إلا الله‏"[15]؛ ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].

 

وما لا يعلمه إلا الله، ومن ادعى علمه فهو كاذب، فإن منه "حقائق ما أخبر الله به عن نفسه، وعن اليوم الآخر، فإن هذه الأشياء نفهم معناها، لكن لا ندرك حقيقة ما هي عليه في الواقع؛ مثال ذلك: أننا نفهم معنى استواء الله على عرشه، ولكننا لا ندرك كيفيته التي هي حقيقة ما هو عليه في الواقع، وكذلك نفهم معنى الفاكهة والعسل، والماء، واللبن، وغيرها مما أخبر الله أنه في الجنة ولكن لا ندرك حقيقته في الواقع؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]؛ قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء"، وبهذا تبين أن في القرآن ما لا يعلم تأويله إلا الله؛ كحقائق أسمائه وصفاته، وما أخبر الله به عن اليوم الآخر، وأما معاني هذه الأشياء، فإنها معلومة لنا، وإلا لما كان للخطاب بها فائدة "[16].

 

و"ما لا يعلم تأويله إلا الله تعالى، ويضرب بذلك مثلًا الحروف المقطعة، فإن الله تعالى تحدى العرب باعتبارهم أرباب اللغة وفقهاءها وعلماءها، وأدرى الناس بها، وأعلم الناس بالمفردات العربية التي تتكون من حروف الهجاء، فيتحداهم الله تعالى في تخصصهم الذي يباهون الناس به، وهو وجه التحدي، فإن التحدي الحقيقي أن تتحدى الخبراء في صنعتهم، وصنعة العرب الكلام، فيجيء القرآن ويقول لهم: ﴿ الم ﴾، و﴿ حم ﴾، و﴿ طس ﴾، و﴿ طسم ﴾، و﴿ كهيعص ﴾، ويسألهم تحديًا عن معنى تلك الكلمات، فلا يستطيعون جوابًا! وهو المقصود بقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 7]"[17].

 

ومنه قوله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، ودلَّك عليها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، وما يدري أحد متى يجيء المطر))[18]، وهذا هو مقتضى قول الله تعالى ربنا الرحمن سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].



[1] كتاب: البرهان في علوم القرآن، الزركشي (340).

[2] سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2951، وقال: حسن.

[3] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5063.

[4] شرح كتاب (مقدمة في أصول التفسير)، ابن تيمية، محمد بن عمر بن سالم بازمول: 100.

[5] شرح كتاب (مقدمة في أصول التفسير)، ابن تيمية، محمد بن عمر بن سالم بازمول: 100.

[6] شرح كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، خالد السبت: مادة مسجلة، ومفرغة على الشبكة العنكبوتية.

[7] البرهان، الزركشي: ج: ٢/ ١٦٦.

[8] شرح كتاب (مقدمة في أصول التفسير)، ابن تيمية، محمد بن عمر بن سالم بازمول: 100.

[9] كتاب (فصول في أصول التفسير)، مساعد الطيار: 1/ 31، 32.

[10] تفسير الطبري، (جامع البيان في تأويل آي القرآن)، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: ج (1/ 56).

[11] تفسير الطبري، (جامع البيان في تأويل آي القرآن)، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: ج (1/ 57).

[12] كتاب فصول في أصول التفسير، مساعد الطيار: (1/ 31).

[13] كتاب حاشية مقدمة التفسير لابن قاسم، عبدالرحمن بن قاسم: 120.

[14] شرح مقدمة التفسير، محمد بن صالح العثيمين: (1/ 116).

[15] المنتقى من فتاوى الفوزان، الجزء: 2.

[16] مجموع فتاوى العثيمين، محمد بن صالح العثيمين: (86/ 49، 50).

[17] فهم القرآن من المفسرين إلى عموم المسلمين، مسعود صبري، مقال منشور على الشبكة العنكبوتية.

[18] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 1039.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/149431/#ixzz770m2AhQC