'لايُمكِنُ أن يتخلّص الإنسان من البلوز'

مِن الأسطورة روبِرت جونسون، إلى سكِب جيمس، سان هاوس، ليد بيلي، ويلي ميتشل الأعمى وغيرهُم مِن عازِفي البلوز؛ كتب السيّد الراحل لايتنينغ هوبكينز أبياتَ شِعرٍ مِن دِماءَ أصابِعِه، وأحرُفًا خالِدةً يتغنّى بِها عازِفي البلوز إلى يومِنا هذا. 

مِثلَ أساطير البلوز، كان يتغنّى السيّد هوبكينز عن مُعاناتهُ اليوميّة، بالأخصِّ   مع النِّساء، ولكِن، ما لا يفهمهُ الكثيرُ مِنّا، المرأةُ في الأُغنية ليست سِوى أداةً رمزيّة، وهُو في الواقعِ يقصد شيئًا آخرَ تمامًا. فالحقيقةَ وراءَ هذا الموضوع، كان عازِفي البلوز يستخدمون المرأةَ كوسيلة لوصف المُعاملة السيئة الّتي يتلقونها من قِبل ذوي البشرة البيضاء، فيستخدمون المرأة كغِطاء لوصف تلك المُعاناة. 

كانوا شديدي الحذر، فكانت العُنصُريّةَ في تِلك الحقبةَ من الزمن أمرًا عاديًا وطبيعيًّا. وفي الجانِبِ الآخر، كان عازِفي البلوز يكتبونَ اغنيّةً كامِلةً عن امرأةِ مجهولةً هجرتهُم، تُعامِلهُم كالكِلاب وتتجاهلهُم، وفي تِلك الأُغنيات لايوجدُ أيّ شيءٍ يرمُزُ عن العُنصُريّة، ومن أشهر الأمثِلةَ اغنية ‘Bring me my shotgun’ للسيّد لايتنينغ هوبكينز. 

يقول السيّد لايتنينغ هوبكينز عن البلوز:

"البلوز تمضي معكَ  كُلّ  يومٍ وكُلّ  مكان، وهُناكَ  أشكالٌ  كثيرةً تشرح البلوز ومِنها: الفقر، رحيل زوجتك... هُناكَ  أشكالٌ  كثيرةً للبلوز لِدرجةٍ يُصعبُ  شرحَها. ولكِن، عِندما ينتابُكَ  شعورٌ سيّء يُمكِنُكَ  اخبارُ العالَم أنّهُ لا يوجدُ لديكَ  شيئًا سِوى البلوز." 

كان السيّد هوبكينز معروفًا في الحيّ الّذي يعيشُ  فيه بمدينةِ تيكساس الأمريكيّة، وكانَ يُغنّي للأطفال، الشّباب والكِبار في السِّن. لم يُغنّي البلوز من أجلِ المالِ ولا الشُّهرة، لأنّهُ كان يعزُفُ ما بِقلبِهِ ويقولُ مايُثقِلُ صدره. لكنّهُ بعدها وجد الشُّهرة، وصارَ أسطورة تيكساس في موسيقى البلوز، وأصبحَ يُغنّي البلوز للسّود، البيض، اللّاتينيّين وغيرهُم، لأنّهُ يرى أنّ البلوز للجميع، والجميعُ يمضي مع البلوز.