أصبح تصفح وسائل التواصل الاجتماعي جزء من حياتنا، فنتصفح "تويتر" لمعرفة آخر الأخبار، ونتصفح "لينكد ان" لمشاهدة نشاطات الآخرين وآخر إنجازاتهم، ونتصفح "سناب شات" الذي يعرض لنا حياة المشاهير المبهرة.
والرابط المشترك بين كل ما نشاهده ونسمعه في وسائل التواصل الاجتماعي هو "حياة الآخرين" التي سُلِّط الضوء عليها بشكل مبالغ فيه، فما كنت تعرفه عن حياة الآخرين قبل وسائل التواصل الاجتماعي يقتصر على أخبار "حارتكم" والعائلة والأصدقاء، أما الآن فأنت على اطلاع بنشاطات شخص ما يبعد عنك آلاف الكيلومترات.
مما وسّع شبكة الأشخاص الذين تقارن نفسك بهم، فلم تعد تتضمن الأشخاص الذين تعرفهم بشكل شخصي فحسب، بل تتضمن حتى أولئك الذين تعرف أفضل جوانب حياتهم فقط لأنها هي ما يظهرونه لك، فأصبحت لدينا معايير عالية يجب أن نحققها لكي نحقق السعادة والرضا عن ذواتنا.
بلا شك، هذه المعايير هي غير واقعية ولا يمكن الوصول لها، واتباعها ماهو إلا مضيعة للوقت والجهد، فبدلًا من ذلك، كرّس وقتك وجهدك في بناء حياة سعيدة تناسبك أنت، بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية، ابحث عمّا يشعرك بالرضا الداخلي، لتستيقظ كل يوم سعيدًا بحياتك راضيًا بها.