الربيع العربي استهدف دولا بعينها لأجل تغيير انظمة الحكم التي قيل عنها ديكتاتورية, لكن انظمة اخرى اكثر ديكتاتورية وقمعا هي التي اوكل اليها مهمة التغيير عن طريق تمويل المظاهرات المحلية وصولا الى التدخل الخارجي, لتؤسس لأنظمة حكم قمة في الفساد الاداري والمالي والاخلاقي ونخر المنظومة القضائية (العدلية) التي كانت تعمل بصفة حيادية, عشرية اخوانية سوداء دموية بواجهة ديمقراطية مستوردة.
الاخوان المسلمون في الشمال الافريقي,لم يراعو في مواطنيهم الا ولا ذمة, قاموا بأبشع الاعمال,ربطوا مصير شعوبهم بتركيا, استوردوا منها كل شيء في سبيل انعاش اقتصادها الذي تلقى ضربات متتالية من ادارة ترامب,والنتيجة افراغ خزائن دولهم وافقار شعوبهم, لتعم البطالة وتنتشر الجريمة.
اخوان المغرب, عُبِّدت الطريق امامهم للوصول الى السلطة عبر المال السياسي والدعم التركي القطري اللامتناهي, ربما اراد الشعب المغربي عدم الوقوف في وجه العاصفة التي المّت بدول شمال افريقيا,فاراد ان يعطي الاخوان فرصة لإثبات انهم اناس يرغبون في حل مشاكل المجتمع بإقامة مشاريع تنموية ترفع من مستوى معيشة الشعب.
الضربة التي الحقت الاذى وكان لها عظيم الاثر بالإخوان, هي الاطاحة براس الحكم في مصر, والقضاء على رموزهم بها, إخوان تونس شكلوا راس حربة بالشمال الافريقي لكل محاولات التغيير وتصحيح المسار, لكنهم تلقوا الضربة القاضية التي لم تكن في حسبانهم من رئيس ناصبوه العداء من توليه مقاليد الحكم, جمهدهم,رفع الحصانة عنهم, لم تجد الاستجداءات والتدخلات الخارجية بما فيها الامريكية ,يدركون جيدا ان البرلمان سيحل وان شعبيتهم في الانحدار الشديد, السقوط في الهاوية, وان اعترافهم بأخطائهم بل جرائهم لم يعد يجدي, ولن يشفع لهم بالانتخابات المقبلة.
الشعب احيانا يخطئ في اختياراته لعدم وضوح الرؤية ,وتقديم المترشحين معلومات مغلوطة لكنه حتما سيصلح خطأه في اول فرصة. الانتخابات البرلمانية المغربية عبرت وبشكل صريح ان الجمهور المغربي قد نفض يده من الاخوان,هزيمة نكراء, ستصيبهم دونما شك بشلل رباعي يقعدهم عن الحركة, قد يتطلب الامر اجراء عمليات جراحية متتالية لاستئصال الاورام الخبيثة التي وجدت البيئة الخصبة للنمو ,لبدء دورة حياة جديدة تفيد المجتمع.
ما حدث للإخوان في المغرب هو احدى تداعيات سقوط رفاقهم في تونس, بنكيران والعثماني ورفاقهم ضلوا الطريق فسقطوا في الهاوية(الانتخابات).
نتمنى ان يستتبع نتائج الانتخابات, إحالة رموز الفساد واهدار المال العام والتبعية للغير والمتاجرة بمقدرات الشعب الى القضاء, لينالوا جزاء ما اقترفن ايديهم بسبب افكارهم التكفيرية الاقصائية ,ليكونوا عبرة لمن يريد ان يخذل الشعب, لتعود الامور الى نصابها, ولتتحرك مسيرة التنمية ويعم الرخاء والابتعاد عن سياسة الانخراط في المحاور التي اثبتت فشلها ومردودها السيء على الاقتصاد الوطني.
لا بد هنا من الاشارة الى ان اخوان ليبيا قد شعروا بدنو اجلهم بتساقط اخوانهم من حولهم, لينتهي المسلسل التركي الاخواني الذي دام لعقد من الزمن, وتقتلع شوكتهم في انتخابات 24ديسمبر 2021 ,الاخوان المسلمين نبتة خبيثة أكلها خمط, زرعها الانجليز ورعاها الامريكان,ويجتثها الوطنيون الاحرار من ابناء الامة .