أروي لكم اليوم قصةً حصلت للشيخ محمود فرج عبدالجليل رحمه الله وهو معروف لا يعرف وهي نقلاً عن الشيخ محمد مهدي طالب ومرافق الشيخ وهذه القصة مليئة بالأحداث والعبر فلن أطيل السطور وعلى بركة الله:
في ذات يوم وبعد أن صلى الشيخ محمود رحمه الله إماماً للمصلين بصلاة العشاء إذا بصوت قرع أبواب قوي يصدر من باب مصلى النساء فأخذ الشيخ المايكروفون يطلب منهن الإفصاح عن ما يحصل في مصلاهن فلم تستجب أي مصلية فاضطر المصلين والشيخ للدخول للمصلى فإذا برجل يتعارك مع النساء وأصاب ابنة الشيخ وأسال دمها فرددن عليه الفعلة وقد أصبح حامل المصحف الخشبي أصبح فتاةً متناثرة وكان هناك أطفال يلعبون في مؤخرة المسجد وكان من بين الأطفال ابن الشيخ محمود وكان ذلك الرجل يؤذي الشيخ كثيراً حتى أنه كان يؤذي من له صلةً به كأبنائه فاتجه الرجل للأطفال قاصداً إيذاء ابن الشيخ فرماه بمجموعة من مفاتيحه وقد نجى منها الطفل برحمة من الله فأخذ الطفل تلك المفاتيح فرماه بها وهرب إلى مصلى النساء لأنه الملجأ الوحيد اللذي لا يمكن للرجال دخوله فحمق الرجل ولاحقه ودخل للمصلى وكانت هناك حلقة تحفيظ قرآن مقامة فتصدت له معلمة القرآن وهي إحدى بنات الشيخ فأصابها وأسال دمها وتعارك مع بقية النساء فردوها عليه وبعد دخول المصلى إذا بالمصلين يرون هذه المناظر ولحقهم الشيخ ودخل صارخاً على الرجل قائلاً «أهذه الرجولة» وهو يكررها فطلبت النساء إحضار الشرطة للقبض على المجرم والإسعاف لنقل ابنة الشيخ للمشفى لعلاجها فأخذ الضباط بعض الحطام اللتي خلفتها المعركة وفي مركز الشرطة أثبت المجرم ما حدث فذهب الضابط للشيخ وأخبره بأنه يعرفه وأنه يصلي عنده أحياناً وأنه قام بجرائم أخرى مثبتاً ذلك بالأدلة القاطعة فخير الضابط الشيخ إما باستمرار الإجراءات القانونية والتحويل للمحكمة لإصدار الأحكام بالسجن مدة 3أعوام على أقل تقدير (سنة للحق العام-سنة لإيذاء المسجد وسنة لإصابة ابنة الشيخ) أو العفو عن المتهم فاختار الشيخ العفو عنه فرد مرافقه بأن ما فعله يستحق العقاب وأنه لا يستحق العفو فلم يتفاعل الشيخ فطلب الضابط أن يأتي بكفالة فرد الرجل بأن ليس لديه كافل فطلب الشيخ من مرافقه الكفالة فرفض بشدة فقال الشيخ "أنا سأكفله" فرد الرجل قائلاً "ليس لي من يوصلني لبيتي" فقال الشيخ "أنا أوصله فخرجوا من المركز وأركبه الشبخ في المقعد الأمامي بجانب المرافق وركب الشيخ وبناته بالخلف وانتهت القصة
فالشيخ رحمه الله كان عفواً وأنصحكم بجعله قدوةً لكم في العفو وأن لا تنسوه من دعواتكم.
ختاماً أشكركم للقراءة وجزاكم الله خيراً.