يُحكى أن ثلاثة رجال طال بهم السفر في زمن كنا نسمع عنه والحمد لله أننا لم نعشه (زمن الجوع).

هؤلاء الثلاثة كانوا يسيرون تارة، ويتناوبون على ركوب حمارهم تارة أخرى.

فلما بلغ بهم الجوع مبلغه ولم يجدوا ما يأكلوه لأيام؛ قرروا أن يأكلوا حمارهم الذي سيهلك لا محالة من مشقة السفر والجوع الذي جعله هزيلاً ضعيفاً لا يستفاد منه.

وفعلاً ذبحوه وسلخوه وقاموا بشوائه.

أحد هؤلاء الثلاثة كانت نفسه تعاف، فقال : ياصاحبيَّ إن نفسي تعاف لحم الحمار، ولكن إن لم آكل منه سأهلك. لذا سأذهب ثم أعود وأسألكما ما عشاؤكما؟ فقولا إنه لحم ظبي مشوي، لعل نفسي تشتهيه.

فانصرف عنهما ومكث هنيهة ثم عاد، فسلّم عليهما فردا السلام، فسألهما وقد أوشك اللحم على النضج..

ما عشاؤكما؟! فقالوا : لحم الحمار الذي تعرفه.

فقال يا أخويَّ بربكما إن لم آكل سأموت من الجوع. سأذهب وأعود مرة أخرى وقولا لي إنه لحم خروف.

 فعاد الثانية وقد نضج اللحم وقد أوشكا على أكله، فسألهما ما عشاؤكما؟ فقالا له: إنه لحم الحمار الأجرب الذي تعرفه.

فصاح بهما وترجاهما وهما يأكلان غير مبالين به.

فذهب الثالثة وعاد سريعاً فكرر سؤاله؛ فقالا: إنه لحم الحمار الأجرب الأسلح الذي تعرفه.

فنظر فإذا باللحم قد أوشك على النفاد، فجلس معهما وأكل.


العبرة :

حتى وإن كانت نفسك تعاف ، فاجبرها لتستمر الحياة وإلا ستموت..

🖊️أبو نواف

الخميس ٢٥/ ١ / ١٤٤٣هـ