خرجت مسرعا من غرفتي علي دقات الباب المضطربه التي لاتنم إلا عن خبر عاجل أو طلب استغاثه فإذ بأحد الشباب يقول وانفاسه تصارع كلماته علي الخروج "أجري يادكتور جدتي مريضه" فمن مكاني بادلته اللهفه وأسرعت وتعمدت أن تسبق أنفاسي المتسارعه كلماتي خروجا لاشاركه مابه .....
ودخلت عليها وهي سيدة قد قاربت القرن تعميرا في الأرض وتشكو الما حادا في صدرها وهي تصارع الموت بحثا عن نفسا واحدا ولكن كانت قد استوفت كل رصيدها من هواء الدنيا .
ألا تدري مابهم الآن. ...! وكيف ستعلن الصدمة الموجعه! وحتي إن كان عمرها أطول من سابقيها ولكن لكل ميزان كفتان فأنت تري انها اشبعتهم مشاركه ومعايشة فتلك كفتك وأما كفتهم فكلما طال اللقاء صعب الفراق .....فكيف لك ان تأرجح الكفتين. ...!
التقطت نفسا من تلك الغرفه التي ضنت عليها بمثله .... وبدأت الحديث قائلا :تلك امي وان كان حزن فلن يضاهيني به أحد فإنما الصبر عند الصدمة الأولي وإنما لكل أجل كتاب فأمنا الآن في كنف الله قد رحلت الي حيث كلنا راحلون. ....... فما رأيت سوي عيون أمطرت بالدمع وكلمات تطايرت من الأفواه منها "إنا لله وإنا إليه راجعون" "اللهم صبرك" "لا إله إلا الله"
فرحم الله أمنا ... ورزقك أهلها الصبر والسلوان
فعليك أن تدري مابغيرك قبل الشروع في الأخبار ......
ألا تدري ....ما شعور من طرق علي الباب....
ألا تدري ....ماحاجة ابنتها التي لم تتزوج لكنف أمها. ..
ألا تدري ..... كلماتك إما دافع لاستكمال الطريق أو سهم في قلب أوشك علي الانفجار ...
ألا تدري........