قد يحدُث أن تُحِب أناساً .. حباً فطرياً أو مكتسباً ..

وعلى قدر امتداد ذلك الحب لروحك ، ستجد نفسك رويداً رويداً ..

تندمج بكيميائهم .. 

تفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم .. 

بل وتَحلُم بطموحهم ..

تبذل الغالي والنفيس لإرضائهم .. ينصرف تفكيرك عن الاهتمام بنفسك للعناية بهم .. 

تتوحد مع كيانهم .. فيصبحون هم مصدر سعادتك وشقائك ..

المسؤولين الوحيدين عن بث الثقة في نفسك ..

 

إذ ذاك .. يتحول التفاني إلى فناء !

 

تلك الشعرة الفاصلة التي تنقلك من النبل إلى الضياع ..

تلك العصا التي يجب أن تُمسَك من المنتصف ..

 

لذا .. إذا عَهِدْت نفسك متفانياً .. 

سعادتك مرتهنة بشخص ما .. بيده زمام أمرك .. 

توقف الآن وكن نفسك ..

أوقِف فيضان عطائك قليلاً ..

الحياة لن تجود عليك بالمسرّات إذا اعتمدت على مصدر واحد للسعادة !

 

أما إذا سَلِمَتْ نفسك من التفاني المُفضِي إلى الفناء ورزقت بشخصٍ متفانٍ معك ..

فإن أعظم ما يمكن تقديمه له هي الحرية من قيدك !

إجعله يصل كيانه بك لا أن يفنيه فيك ..

استمتع بنظرة الثقة النابعة من إعجابه وثقته بنفسه لا من رضاك عنه .. 

حرره منك !

 

قد يَحْدُث أيضاً أن يتبدل الدورين على مر الحياة .. أو أن تقوم بالدورين معاً ..

فالحياة سِجال .. !

لكن في الحالتين ..

امسح عن عينيك ضبابة الدمع الرمادية ..

جاوِزْ كَبوةَ الأمس ..

وانتفض نشاطاً وامضِ على الطريق ..

ابحث عن السعادة ..  فالسعادة لا تَعِزُّ على من يطلبها بصدق ..