أحتاج إلى مراوغة ذلك الشعور ..
الشعور بالرغبة في العناق الأخير .. بصحبة دمعة هاربة وغصة تملأ القلب .. !
كل النهايات مؤلمة مهما حاولنا تجميلها ..
أحاول جاهدةً فهم فحوى النهايات ..
لا أجد تفسيراً لألمها سوى أننا ألَفْنا الاستمرارية .. !
ألَفْناها للحد الذي لا يُمَكّنُنا من تخيّل التوقف .. ولو كان للبدءِ في شيءٍ جديد .. !
فجائية كانتِ النهايات أو متوقعة .. فإن لها وقعٌ خاص في النفس وصدىً عميق في القلب ..
فهل يا ترى هناك نهاية سعيدة وأخرى حزينة ؟!
بالنسبة لي كل النهايات حزينة .. حتى ذلك المسلسل الذي انتهى بزواج البطل من البطلة نهايته حزينة .. !
ذلك لأنه ببساطة .. انتهى ولن أرَ أبطاله مرة أخرى .. !
النهاية في حد ذاتها حزينة ..
النهاية هي تلك النقطة الوحيدة البائسة التي تعقب كل سطر .. لذلك لا أضعها .....
النهاية هي تلك اللحظة المتوقعة بعد كل شيء والتي من الممكن أن تمنعك من العديد من التجارب لمجرد تجنُّبِها .. !
أكره النهايات إلى الحد الذي يجعلني أترك قليلاً من الشاي في الفنجان ..
قليلاً من الشوكولاتة عالقاً في ورقة الغلاف ..
قليلاً من الصحون الغير مغسولة في حوضِ المطبخ .. !
أترك النهاية مفتوحة دائماً حتى إنني لا أودع الأشخاص .. حتى وإن كنت لن أقابلهم مرة أخرى ..!
لا أستوعب عناقات السفر .. ولا أعترف سوى بعناق العودة !
ولكن كدأبها دوماً .. تُلاحقني النهايات ...
وألقى حتماً ما أخشاه ..
أُجابِهُها باستمرار ..
ها أنا أهرب من نهاية خاطرتي ..
فَلنُنهي النهايات .. !