"على أعتاب 2017 يا أحبائي وفي فوضى زحامِ العيدِ بين الحقّ والشكِّ
وقفتُ وقلتُ للعينينِ : قِفا نبْكِ "
في كل عام يمر.. وعلى أعتاب السنة الجديدة.. يلوح أمام ناظري شبح الرهبة.. الأمل.. الندم.. الرهبة من القادم المجهول ..الأمل في مستقبل أفضل ..الندم على أخطاء الماضي وزلاته ..
وأجدني أتمنى أن يُخلق بينَ جوانحي شخصٌ جديد ..شخصٌ مفعمٌ بالحيوية والنشاط والحب والطموح والعمل.. مهما كلفني ذلكَ الأمر من عناء..
الكلُّ مشغول بفَرَحِه واحتفالاتِه وطقوسِه ..
وأنا؟لماذا يهجرُني الكرى؟
لا أستطيع أن أستمتع بتلك المناسبة بأي شكل من الأشكال!
بل إني لا أهنئ أحداً بها.. ولا أكاد أتفاعل مع التهاني التي أستقبلها من الآخرين !
أجدها مناسبة لا عاصمَ لها من الخلوةِ والتفكّر.. ولا تستحق أدنى تهنئة .. !
ربما نظرتي تلكَ.. نظرة تشاؤمية بحتة.. لكن لم تكن لتغيب مخاوفي عني.. أستدعيها من مكمنها هذا على مشارفِ كل عام !
وهذا لا ينفي إطلاقاً تفاؤلي وحسنَ ظني بالمستقبل.. ولكن أعتقد أن التفاؤلَ يحتاج إلى القليل من الواقعية التي تتماشي مع هذه المناسبات ..القليل من النظر في جوهرِ الأمور.. لا ظاهرِها .. ربما لو رُزقنا قليلاً من الواقعية.. التعمُّق والموضوعية ..يصبح الغدُ أفضلَ حقاً.. ليست مجردَ شعاراتٍ وأماني .. !!