يكبر الرضيع في مهده وهو يرضع ثدييًا جففه الخوف والجوع ورهبة الموت وقسوة الحرب وفي الوقت ذاته تحمل ام الرضيع جثمان ابنها الاخر الشاب الحُر المُقاتل شهيدًا خلفته الحرب ويُسجل ان رصاصة واحدة قتلت اثنين، حينها يشيخ الرضيع قبل ان يُصبح شابًا ويصبح المهد قبرًا
حينها فقط ترا الام ان لا شي يتسع في هذه الدُنيا سوى الخوف واليأس والمقابر
الخوف الذي يكبر ويتكاثر ويتطور ليصبح مرضًا مزمنًا مرضًا خبيث يأكل من جسدك حتى تاتيك القذيفة ويتشظى المتبقي من جسدك
ما أثقل الحياة مع القتلة، الاب والابن الاكبر والاطفال وحتى الجدة كل من كانوا في هذا البيت رحلوا،
بقيت انا انتظر الرصاصة لتخترق جسدي كم فعلت بهم، أحدثك من مرفأ الخوف والاسئ وشراييني تتقطع واعماقي متوجعة مليئة بخدشات رصاصاتهم ومليئة بأوجاعٍ اخرى!
تعلمت بان الحرب يُحسن من حواسنا
فانا اصبحت اذن كبيرة متنقلة تتسمع لاصوات القذائف لأهرب منها
وايضًا اصبحت انظر جيدًا لجميع الجهات لكي لا اتلقى رصاصًة طائشة،
وأعني بالجهات ليست الاربعة فقط بل اصبحت خمسة، حتى السماء اصبحت جهةً يأتيك منها الهلاك
الحرب ليست سيئة، فهي تعلمك، أليس العلم جيد؟
تُعلمك ان تتحمل ان تنتظر ان يختال توازنك ان تُجن ان تموت مُنتصرًا