انقشع غبار نتيجة الثانوية العامة، وبدأت مرحلة العد التنازلي نحو بدء حياة جامعية جديدة مختلفة كلياً وجزئياً عن سابقتها. وعادة مايواجه الطالب صعوبة في اتخاذ قرار الالتحاق بالجامعة، وقد يبنى قراراته على أسس عاطفية أو بتوجيه من الآخرين دون الاستناد إلى أسس علمية ومنطقية في تحديد الدراسة الجامعية التى تناسبه. فوفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة BestColleges  في عام 2020، فإن 3 من كل 5 خريجين جامعيين سيغيرون تخصصهم الجامعي إذا عاد بهم الزمن للوراء.

وبغض النظر عن التنسيق الجامعي الذي يجبر الطالب على الالتحاق بكليات محددة وفقاً لمجموعه التراكمي في الثانوية العامة، يوجد بعض المعايير التي قد تساعد الطالب في تحديد الكلية المناسبة في إطار الخيارات التي حددها له التنسيق الجامعي. وتتمثل هذه المعايير في:-

1.  حدد أولوياتك: يحدد بعض الطلاب أولوياتهم وفقاً لبعض المتغيرات مثل الوظيفة والراتب المحتمل بعد التخرج، في حين يحدد طلاب آخرون أولوياتهم في اختيار تخصصات جامعية تناسب مهاراتهم. وتؤكد الدراسات أن تحديد أولوية إختيار التخصص الجامعي يجب أن تستند على ثلاث عوامل هي الميزة الاقتصادية ومستوى الاهتمام والقدرة. ويقصد بالميزة الاقتصادية مقدرة الطالب على التكفل بمصاريفه الجامعية طوال فترة دراسته، بينما يشير مستوى الإهتمام إلى رغبة الطالب عاطفياً وفكرياً في الالتحاق بكلية معينة، ويركز عامل القدرة على مهارات وإمكانيات الطالب العملية والعقلية التي تتناسب مع طبيعة الدراسة الجامعية.

2. حدد اهتمامتك التعليمية: غالباً مايجد الطالب مشكلة في تحديد ميوله واهتمامته التعليمية، ولحل هذه المشكلة علمياً يمكن أن يختبر الطالب المجالات التي تناسب شخصيته وطريقة تفكيره عن طريق اختبار شخصية مشهور يسمى Myers-Briggs (مايرز-بيجز). يعتبر هذا الاختبار من أكثر الاختبارات مصداقية في تحليل شخصية الطالب وتحديد المجال الجامعي الذي يناسبه. فهو يحدد شخصية الطالب وفقا لعدة مؤشرات تقيس مدى تفاعله الاجتماعي مع محيطه وكيفية جمعه للمعلومات وطريقة اتخاذه للقرارات ومقياس حكمه على الآخرين. وبناء على النتيجة التي يحددها الاختبار، يحصل الطالب على مجموعة من ترشيحات الكليات التي تناسبه.

3. حدد قدراتك في المواد الدراسية: يمكن أن يكون تميزك في إحدي المواد الدراسية التي تميزت فيها في المرحلة الثانوية من ضمن معايير اختيارك للكلية، فتفوقك في الرياضيات قد يدفعك لاختيار دراسة المحاسبة، كما أن تفوقك في اللغات قد يتيح أمامك مجالات علمية واسعة مثل دراسة الأدب أو الترجمة وغيرهما.

4. حدد المجالات الأعلى أجراً: يمكن أن تختار تخصصك الجامعي وفقاً للأرباح والدخل المتوقع من العمل في هذا التخصص بعد التخرج. ودائماً ماتحظى مجالات التكنولوجيا والحاسوب بفرص توظيف أعلى بينما يوجد بعض التخصصات الأخرى التي قد تكون غير مجدية وظيفيا في بلدك، علماً بأن معيار تحقيق الربح من تخصص معين يتغير من دولة لأخرى وفقاً لسوق العرض والطلب على هذا التخصص. وعادة ماتصدر إحصائيات دورية عن مكاتب العمل في بعض الدول متضمنة قائمة بأعلى الوظائف أجوراً في هذه الدول.

5. إستعن بصديق ذو خبرة: يمكنك الإستعانة بصديق أو قريب سبق له الدراسة الجامعية ولديه خبرة عملية كافية وتميز أكاديمي وعملى في تخصصه. ويفضل أن تكون هذه هي الخطوة الأخيرة التي يتخذها الطالب عند الإختيار، حتى لاتؤثر نصيحة هذا الصديق بشكل شخصي على عملية إتخاذ القرار.

وختاماً، فإن اختيار التخصص الجامعي بطريقة سليمة من البداية، سيلعب دوراً كبيراً في الإستقرار الذهني والنفسي للطالب طوال حياته الجامعية، فضلاً عن تميزه الأكاديمي وقدرته على المشاركة في الأنشطة والفعاليات الطلابية المتنوعة داخل وخارج الحرم الجامعي.   

المراجع

Dunnett, A., Moorhouse, J., Walsh, C., & Barry, C. (2012). Choosing a university: A conjoint analysis of the impact of higher fees on students applying for university in 2012. Tertiary Education and Management, 18(3), 199-220.

Partenie, C. V. (2019). From intent to action-A study regarding high school student's motivation in choosing a university. Studia Universitatis Vasile Goldiş, Arad-Seria Ştiinţe Economice, 29(2), 17-32.