يقول أنه حصل له في هذه الليلة ضيق شديد ﻻيعلم سببه فنادى لرئيس حرسه وأخبره و كان من عادته تفقد الرعية متخفياً
فقال لنخرج نتمشى بين الناس فساروا حتى وصلوا حارة متطرفة فوجد رجلاً مرمي على اﻷرض فحركه السلطان فإذا هو ميت والناس تمر من حوله ﻻ أحد يهتم به
فنادى عليهم تعالوا ،قالوا ماذا تريد قال لماذا هذا الرجل ميت وﻻ أحد يحمله من هو وأين أهله قالوا هذا فلان الزنديق شارب الخمر و زاني
قال آليس هو من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ،فاحملوه معي الى بيته ،ففعلوا ولما رأته زوجته أخذت تبكي وذهب الناس وبقي السلطان و رئيس الحرس
وأثناء بكائها كانت تقول ( رحمك الله ياولي الله أشهد أنك من الصالحين ) فتعجب السلطان مراد وقال كيف من اﻷولياء و الناس تقول عنه كذا وكذا
قالت: كنت أتوقع هذا، إن زوجي كان يذهب كل ليلة للخمارة يشتري ما استطاع من الخمر ثم يحضره للبيت ويصبه في المرحاض ويقول أخفف عن شباب المسلمين
وكان يذهب إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول هذه الليلة اغلقي بابك حتى الصباح ويرجع يقول الحمدلله خففت عنها وعن شباب المسلمين الليله
فكان الناس يشاهدونه يشتري الخمر ويدخل على المرأة فيتكلمون فيه و قلت له مرة إنك لو مت لن تجد من يغسلك ويصلي عليك و يدفنك من المسلمين
فضحك وقال ﻻ تخافي سيصلي علي سلطان المسلمين والعلماء وأولياءه فبكى السلطان مراد وقال صدق والله أنا السلطان مراد وغداً نغسله ونصلي عليه وندفنه
الفائدة من القصة ان تحسن الظن في الناس ولا تسيء الظن بهم ،و لا تصدقوا ما تسمعوا و صدقوا نصف ما ترونه .. إنتهى.