ماذا تعني الحرية؟!! ماذا تعني هذه الكلمة المفرغة؟ كيف يمكن ان تكون حرا بهذا الكم الهائل من القيود ؟!مثقل بكل هذه التعبيرات من الصباح الى المساء ,كل هذه الكلمات الفارغة عن الحال و الطقس, كيف يمكن للإنسان ان يكون حراً و هو يحمل صخرة سيزيف كل يوم,مثقلا بها بعاداته وعمله و حتى مبادئه ,كيف له ان يحتمل جنونا بيئيا لنفسه و من حوله ,هذا الكم من العادات و التشابه يخلف نموذجاتلقائيا بحيث يصبح الشخص رقم لامعنى له في اطار هذا النموذج ,متشدقاً بكلمات ليست كلماته و معبراً عن شخصية أُفُرغت فيها كلمخلفاته الاجتماعية, تظهر لنا هذه الشخصية المثقلة بالأمراض النفسية و الصفات العصابية مبتسمة لتسأل عن الحال و الطقس من جديد, وتلقي كلمة هنا و هناك اي اعصاب فولاذية يمتلكها الانسان ليحتمل هذه الكارثة الجنائزية في حياته؟! تزيف كامل للمعنى, كيف لنا اننحتمل هذه المسرحية الهزلية؟ كلمات الحب هنا و هناك تعبير اجوف لا يتعدى اللسان ,اعتقادات وهمية بالتفرد في الغرابة و التشابه لسلسلةمتكررة من النماذج, كلمات لا تعني شيء نظريات وهمية عن الانسان الحديث, زنزانة كبرى مقبرة ارواح معذبة ما هو الحد الاقصى اوالادنى لهذا الهوس و الجنون البشري, مسابقة دامية في اثبات الذات و الهة نموذجية من النجاحات تطل علينا هنا و هناك لتذكرنا بمرارةخيباتنا المستمرة, قوالب مستفزة عن الامل والتفاؤل لا تلمس حتى سطح مستنقع واقع الانسان, كيف يمكن ان نكون سكارى الى هذا الحدمن الذي قرر ان علينا ان نكون متمدنين الى درجة الخنوع في التعامل مع اقراننا البشر؟ يطغى هذا الكم الهائل من المجاملة على خط الكلامابتسامات لعينة و قميئة بشعة ببشاعة نفوسنا, اخبار هوسيه في كل العالم تهاجم العقل و تتركه في حالة من الهذيان كيف لنا ان نحتمل كلهذه الاخبار من تبرع لنا بهذه التراجيديا الاخبارية حول العالم ,عاصفة كاملة لا تحتمل تقتحم العقل و تدور به الى لا شيء, ماذا يعني انيكون الانسان الحديث حراً بينما تترفع الحشرات عن زحف مشابه لزحفه اليومي في اقبية المؤسسات و الشركات من اجل حفنة من القروشالتي تقرر اين يدفعها مسبقا وفقاً لمستواه الاجتماعي, بيوتكم سيارتكم اراضيكم ابنائكم اشبه بالأفخاخ التي تعمر المصائب في قلوبكم, ثميتشدق الجميع بالزهد و انكار المادة يتكللها تغريده مزعجة عن الرضى و القناعة على كل لسان, ثم هذا السؤال المستمر اشبه بالصاعقة عنالايمان و الذي سيحدد مسبقا في اي قالب انت ,اي فلسفة متحجرة سمحت لكم برمي هذا السؤال على اذهان الناس؟ من اعطاكم الحق فيالاقرار بهذا السؤال كأن عقولنا لا تحتمل المزيد لتروعوها بفلسفتكم و فلسفة من قبلكم ,كيف لنفوسنا البشرية ان تحتمل هذا التأرجح السريعبين الالم و اللذة ؟هذا التقلب التمثيلي في هذه المشاركة الاجتماعية بين الفرح و الحزن, كيف يمكننا ان نثقل قلوبنا بهذا التضامن لوقتالحزن و الفرح ؟من منا يمكنه ان يضع ساعة لقلبه بالحزن و الفرح؟ ممثلون بارعون في كل جنازة و عرس في كل مناسبة و وجوه مترفةبالتعبيرات, موسيقى تصعد بالرأس وتنزله به لتعزز رقصة تمثليه من المشاعر بين المتحابين المختفين وراء غايات نفعية من الاستغلال المقدس , و ارواح معذبة متسترة بهذه القوالب الجاهزة اي اعصاب متبلده لتحتمل كل هذا الهذيان, او ربما حل سحري و مريح في ترنيمة الموت بدلا من أن تجرعنا الحياة كأس سخريتها المر قطرة قطرة.
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين