كانت لي زميلة حبيبة جدًّا 
وصانعة معروف وموجهة لكل من حولها!
وفي إحدى جلساتها، كانت تلقي على زميلاتنا (العَزْباوات) بعضًا من النصائح التي تُساعدهن على جلب العريس في اللقاءات العامة والأفراح!!
انتظرت حتى انتهت من توجيهاتها
ثم طرحت عليها سؤالاً:
وإن لم يُكتب النصيب ولم يحضُر العريس بعد هذا كلّه؟!

ثم أَكْمَلْت: إن من أسوأ ما تُنصح به الفتاة هو البحث عن عريس؟ وأن يكون هاجسًا لها!

فهو رزق متى ما كُتب سيأتي لا محالة
فليس بيدها جَلْبُه!

ومن الخطأ العظيم بحقها أن يُجعل هو الشغل الشاغل لها!!

فإن لم يحدث لأمر قد قدّره الله فما وقع هذا الشيء عليها؟!!!

شعورٌ بالنقص.. وقد تصل لانحراف أخلاقي، 
إذا كانت من عمر الخامسة عشر تُحدَّثُ به وكأنه فرض عين!!

الأم الصالحة الناصحة تُعلّم ابنتها كيف تبني ذاتها لذاتها، كيف لها أن تواجه الحياة بقوة
كيف تكون بالغد مختلفة عن الأمس ومتقدمة،
كيف تكون  لنفسها كل شيء ولا تضطر أن ترضى بالقليل!!

وعلّني استغل الفرصة هنا وأذكر حكاية أمي (دعواتكم لها)
فإحدى أخواتي قد قُبلت في تخصصٍ طبي 
وهناك من قال لأمي_ناصحًا_ قد لا يرغب بها الرجال لأن مجال توظيفها (اختلاط)!!!
قالت: من لا يقبل بوظيفتها بعد جهدها لا نريده!

نعم، من ليس بكفء لابنتي ويثق بها وبأخلاقها وتربيتها وسوي لا يستحق أن أُعطيه (الجوهرة).

فالأمر لا يعني أن تتزوّج الفتاة فحسب 
بل هو أن تعيش بكرامة، بتقدير واحترام
أن تكون مع من يُعطيها الأمان وأن يحفظ الأمانة.

ختامًا،
(إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه)
دينه وخُلقه وإلا فلا!
والسلام.