مقدمة.. احد انواع المغالطات المنطقية واصحاب هذا الاتجاه هم من فئة العوام والدهماء الذي يلجأون في حواراتهم مع من يختلفون معه الى التحقير لفكرته ومن ثم التعدي على شخصة كوسيلة للهروب من مأزق الحوار القائم على العقل الذي يهدف الى البناء والتطوير او الاصلاح .
نعود لعنوان الموضوع.. الحقيقة انه بالبحث في موضوع الاصوات وعلاقتها باضطراب القلق والسلوك العدواني, نجد ان الكثير من الدراسات والابحاث قد تناولت هذه الظاهرة ووصفته بـ "مرض متلازمة الاصوات وارتفاع وتيرة القلق والاتجاه العدواني" واذا بحثنا هذا الموضوع "ارتفاع الصوت" واثره على عينة من مرضى متلازمة الاصوات المرتفعة واضطراب القلق والسلوك العدواني:
نجد ان هناك ارتباط وثيق بين القلق والحساسية المفرطة من الصوت المرتفع او الازعاج بشكل عام, وهناك احصاءات علمية تشير الى ان هناك ما نسبته 23% ممن يعانون التوتر والقلق كلما تعرضوا لسماع اصوات مزعجة او مرتفعة قليلا..فمثلا..تحت عنوان: "فرط الحساسية من الصوت و اضطرابات القلق", نشر على صفحات موقع " مركز الصحة الالكتروني تجد الرابط ملحق اسفل المقال..
وفي ثنايا المقال شرح الموقع احد الاحتمالات لعلاقة الاصوات المرتفعة بحدوث التوتر والقلق لدى البعض والذي قد يتطور بهم الحال الى التعرض لنوبات حادة من الخوف والعدوانية. وحسب المجلة فان بعض الاصوات تثير حساسية خاصة نتيجة ما يطلق عليه علميا " اضطراب المعالجة الحسية" ووجد ان هذه الاعراض لدى المصاب بمرض الاكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية والعقلية. ويشير المقال الى ان الكثيرين من الناس لديهم هذه الاعراض التي في الاساس تعني ان لديهم صعوبة في تحوير المحفزات الواردة من الحواس. على سبيل المثال، فان الشخص الذي يعاني من صعوبة في المعالجة الحسية السمعية يعتقد جازما ان الاصوات التي يسمعها وتتسبب في اثارته وقلقة أنها أعلى بكثير لديه مما لدى الآخرين. ولذا فان هذه الاصوات التي تبدو عادية للاشخاص الطبيعيين الا انها تكون بالنسبة للمرضى الحساسين من الاصوات تكون مزعجة ومؤلمة..وقد لوحظ حسب المجلة انه بالاضافة الى المرضى بالتحسس من الاصوات فان المصابين بالاكتئاب واطفال التوحد لديهم هذه الاضطرابات وانهم مجتمعين يشكلون نسبة عددية كبيرة..
اذا هنك مرضى التحسس من الاصوات و يجب ان يقوم الباحثين النفسيين والاجتماعيين بدراسة ظاهرة ارتفاع الاصوات وعلاقة ذلك بنزعات القلق والتوتر الذي قد تسببه لهؤلاء المرضى وكم نسبة المرضى المتحسسين من ارتفاع الصوت, وارى ان يكون عينة البحث او الاستطلاع من المشاركين الذين يقيمون بجوار او الملاصقة لدور العبادة والمساجد.علينا ان نبحث في هذا الامر بجدية فان وجد نتائج البحث تتطابق مع نتائج الدراسات العالمية وبما يفيد ان الاذان بالمكبرات تسبب في ازعاج وقلق وتوتر لعينة من الناس فان على الحكومات العربية والاسلامية التدخل لوضع حلول عملية وبما يكفي لمنع ايذاء المرضى بمتلازمة التحسس السمعي الذين لا قدرة لهم على مواجهة ومنع هذه الاصوات الصاخبة التي لا اصل لها في الاسلام والتي لم يعد لها ما يبررها خاصة وان المساجد اصبحت بحمد الله في كل حي, واوقات الصلاة اصبحت معلومة عبر الجوال وخلافه, واني والله اتمنى ان يعود لنا صوت المؤذن الذي كنا نسمعه ونحن صغارا بصوته الرخيم البسيط ينادي للصلاة بكل خشوع وطمانينة فنذهب للمسجد بحال مطمئن وايمان بيقين تقوى ولا مراء فيه..وان لم يكن كذلك, فربما ان يتم تخفيف اصوات تلك المكبرات كخيار انساني رحمة بالمرضى وكبار السن والاطفال وارتقائا بهيبة الاذان بالعودة الى ما جاء في الهدي النبوي وبما يليق بسماحة وريادة ديننا العظيم ورسالة نبينا الكريم..
د. سالم موسى القحطاني
2017
مراجع ذات علاقة
https://www.healthcentral.com/article/anxiety-caused-by-noise
http://www.alriyadh.com/726913
Jerry Kennard. The Stress of Sound: Misophonia . Health Professional
https://www.healthcentral.com/article/the-stress-of-sound-misophonia
Anxiety Caused by Noise. Health Center Merely Me. Community Member
