الى راحلة.. 

كان يُمكن ان أحبك اكثر 

كان يُمكن ان اكون بجانبك لوقت اطول 

في كل عصرية وحين تخرجين للشمس كان يمكن ان اتأمل عينيك اكثر لحظة انسكاب الضوء عليهما 

رداءك الاحمر، الحُلي الفيروزية كان يمكن ان يحتوي كل ما اكتب ذلك 

كان يمكن ان يحتوي كل ما اكتب 

ذوقكِ بالملابس، مجوهراتك، خديكِ، وحتى صمتك 

كان يمكن ذلك لو كنتي أقل ملائكية.. 

كثيرين عبروا حياتي اخذوا الكثير من الورد والسنوات والنصوص.. أنتِ فقط من اكتفيت بالنظر إليها والشعور بها 

حتى تقوسات ظهرك كانت ستكون أبهى قصيدة 

لكنني لم اكتبتك في لحظاتها 

لم اكتبتك 

كنت أنظر لك وكأنك افضل من خُلق 

وبالرغم من ذلك لم أكتبتك 

حتى اتت تلك الغربة 

التي جعلت انحناءة ظهرك مستقيمة

واطفأت خدك واصبح فِنجانين القهوة فنجانًا واحد 

انا الذي لم اقف امامك وخرجت مسرعًا لدرجة عدم استيعابي لخلو الطاولة منك 

اصبحت اليوم اخرج ببُطى ساحلًا  حياتي ورائي 

كما تُسحل جثة الاسير بغضب  

كان يمكن ان أحبك اكثر كان يمكن ان اكتبك اكثر 

حتى لا انسى من كنتِ ومن كنت انا..

نسيت 

في هذا العام اصبت بالوهم 

نسيت صوتك نسيت حكاياتنا 

نسيت اغانيك التي كنتي تتغنين بها لاحفادك 

نسيت تفاصيلك بالكاد انا اتذكر تجاعيد وجهك 

لم يمضي سوا عامان كيف لكل هذا الوهم والنسيان ان يحدث في غضون عامان فقط! 

كيف لهذه الغربة ان تأتي وتنتشلني سريعًا هكذا؟

الشمس التي كنتِ تتشمسين تحتها اصبحت اليوم شمسًا دموية تهيج حروق الحياة تلسعنا بقسوة وتوقظ ذكرياتنا المنسية 

وانا هُنا تحت الشمس اللاسعه 

واهن ووحيد كعصفور بلا قشة وتحت المطر

تعبت من الذكرى 

تعبت من البشر 

تعبت من كل الالالم التي تصحبها ذكراك 

تعبت من كل الامراض بداخلي وكأنها معجونة بزجاج..