انتظرت طوال هذه المدة "أربعة أشهر وثمانية أيام" حتى تتسنى ليَ الكتابة بعقلٍ صاف ومشاعر مُرتبة، نعم .. إنّ هذهِ الحروف هي آخر عهدي بك، كان يجب أن تصِل إليك لا أن تُكتب هنا ولكني فكرتُ مليًا ووجدت أنّه لا خيرَ لي بإرسالها إليك، بعدما نشرت سمّك كانت الخيارات مُتاحة لي بالرد أو بالصمت ولكني فضّلت الصمت ووجعي به عن الرد على سوء كلامك، كمن وضع قلبه على نار تلظّى وهو يبتسم، أعلم أني استحببت تركك دون أن أجرحك مثلما فعلت بي، وأني رميت بنفسي لهاوية لا أستطيع الخروج منها فقط لأنقذك وطالما فعلت، لن تعتذر على بشاعة ما كتبت ولم يُساورك شعور الندم حتى أني رأيتك تبتسم ابتسامة النصر، الانتصار على قلبٍ هواك ولم يؤذيك ولن يفعل، تركتني لدوامة تساؤلاتي، لحزني وألمي وانكساري، لشفقتي على نفسي وأسفي على مشاعري المُستنزفة الضائعة على من لا يستحق، تركتني لندمي ولحسرتي، لذلك لا أسف عليك، مازلت تعتقد أني السبب في كل ما حصل وسبب هذه الفجوة والانفصال، حتى أنك تستلذّ باعتقادك هذا كي تُبرّئَ نفسك وتتخلص من تأنيب الضمير لكنه ليس كذلك، أنتَ من تسبب بهذه الفوضى حينما جعلتني أكره نفسي وأشعرتني أني المُذنبة دائمًا، لم يكفيكَ انتظاري ولا تضحياتي حتى أنك رأيتها واجبًا علي، لم أتذمّر ولم أشكو إليك من هذا بل فعلته ب حُب، لكنك تركت يدي في لحظة من اللحظات دون أن تشعر .. أنا من رأى أنا من شعر أنا من تعجّب وانكسر، رغم ذلك كذّبت كل هذا وهو أمام عيني فقط كي أتمسّك بك إلى أن أتيت وصفعتني به مباشرة، والآن وبعد هذه المدة وبعدما اخترت أن أعيش بعيدةً عنك وأن أحفظ ما تبقّى من كرامتي وبعدما رأيت الصورة الكاملة من منظورٍ بعيد توصّلت إلى حقيقة أنك لم تكذب بمشاعرك في البداية ولكنّ الشغف والحماس والعشق كان إلى حدٍ مُعين، إلى نقطة مُعينة وانتهت في تلك النقطة، وما كان بعدها إلا إيفاء بالوعد الكاذب الذي قطعته لي في بداية العلاقة، المُحب لا يخون لا يخذل لا يكذب لا يجرح، وأنت فعلت كل هذا، لا حسرة عليك إنما على استهلاكي لمشاعرٍ قوية للشخص الخطأ، أخذت من يدي إيماني ومأمني وأماني، سرقت حياتي وعمري وثقتي، آذيتني وأنا اللي كنت أخاف عليك من أذى الناس والحياة، فلتّ يدي بأبشع وأبشع طريقة، لم تتضمن النهاية أيّ مودة ولا سلام، لكنك لا تستحق أن تستنزف مني أكثر مما أخذت، أنت وعدت وخذلت والله لن ينسى فعلتك هذه، لكني سأنساها وأنساك معها وسأعود بك غريبًا كما كنت، لن ألتفت إليك، لن ألتفت لغضبي ولا لندمي، سأتخلص منك ومما يربطني بك، من ذكرياتك ومحادثتك وصورك، حتى من هداياك المُزيّفة بالحب، سأمضي وإن كلفني المُضيّ عمرًا من عُمري، سأستمر رغم كل شيء، سأبني نفسي من جديد، سأبنيها من حُطامها، من بعثرتها، ستُصبح كسابق عهدها، سأتخيّل أن فترة معرفتك كانت مُجرّد كابوس وها أنا استيقظت.
آخر ما أكتبه عنك.
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين