قصيدة دعوا روحي تنوح تنوح على أنني فقدت الحب في الزمن الأناني

من رواية مجاهد القحطاني 

كتابة : مهند بن ماجد .

-

دعُوا رُوحيَ تنوحُ عَلى أَنِّي فَقدتُ الحُب في الزمنِ الأناني ..

و أنثرُ ما بقى زهراً بعُمري فَسائرُ ما بَقى في العمر فاني ..

أُقلبُ صفحةَ الماضي بحذرٍ لئلا يُصبحَ الماضيَ زَماني ..

يذكُرني بُكا عَيني بجرحٍ أبى زمنّي أن يُطيبه بثواني ..

فأفتحُ مُصحفي فأذُوب خشياً من الفرقانِ و السَبع المثاني..

و أكتبُ بَين صفحاتِ المياهِ لتمحو كل ما كَتبت بناني .. 

و أرسمُ صورتِي في لجِّ بحرٍ وَ أبحثُ عن كياني لا أرانِي ..

فصبراً في دُجّى الحرمانِ صبراً لما أشجّى فؤادي بالأمانِ  ..

يلومُّوني على أرقيٍ و سهديِ و هل في حَّيرتي إلا البّياني ..

لقد بعتُ الحياةَ و لستُ خجلى ببعض من ثراكِ و الحنانِ ..

و للعّجب العّجابِ أرى جفاءً أهذا يرتضى من أي جاني ؟ ..

بأي عدالةٍ ترضَى شقاءً لم كان لكِ مَرسّى الأمانِ ..

أنزهُ صرخةَ الحّقِ المبّينِ من الظلم الذي أودى بشاني ..

أذقتُ شفاكَ من أُريِّي حنانيَ و ذقتُ الصاب منكِ و ما رواني .. 

و أُحجّم عن حياةٍ أنتِ فيها و مُلاقٍ خلوبٌ قد جفاني ..

تَحول حبهُ عني و أذّكى بقلبي لوعةً أكوت كياني ..

أرومُ إليه محجماً بوجلٍ فما من حنظّل إلا سقاني ..

يذكُرني شعاعُ الشمسِ ظلماً و يبعثُ في دُجاي سنا الجنانِ ..

وداعاً سوفَ أنزحُ صوب رمسٍ وداعاً سوفَ أرحلُ للأمانِ ..

وداعاً يا مهاةَ الكونِ إنّي أبيتُ الحّس في قَطّعِ لسانيَ ..

فهلَ ترسلي لي من سناك ؟ فإن دُجى القبورِ بلا عنانِ..

دهورُ الحبِ لحظاتٌ و تَمضي و لا يَبقى سِّوى جرح الزمانِ ..

للدهرِ كُلما لاحت بفكريِ نوائبهُ انتحبتُ دماً قاني ..

كذلكّ الدهر ما في الناس خلِ .. و كذلكَ الطهرُ في الزمن غوانيَ..

للشاعر / مجاهد القحطاني .