كان الزعیم مُھابًا ومُقتصدًا. حین یعجبهُ أمرٌ فإنه یصفق بیدیه صفقة واحدة، صفقة واحدة فحسب. یرفع يديه بتأنٍ ثم یباعدھما عن بعضھما ویصفق، صفقة واحدة، وھكذا یفعل معه الحضور. بعده جاء الزعیم الابن، قالت أمه "ینبغي أن تكون أكثر ھیبةً من والدك"، أعلن الزعیم الابن أنه سیكتفي بنصف تصفیقة، قال المستشار "ھذا حسنٌ، لایلیق بالزعیم السرف والابتذال". حین یختم الشاعر الفذّ قصيدته، یرفع الزعیم یده بتأنٍ فیسرع المستشار لیصفق یده بید الزعیم، نصف صفقة من ید الزعیم، وھكذا یفعل الحضور، كلٌ  یصفق یده بید جاره. قرر الزعیم الذي يليه أنه سیكتفي بربع تصفیقة، قال المستشار "خیرًا تفعل، فالقلیل منك كثیر"، قال الذي تلاه سأكتفي بثُمن تصفیقة.

باحتفالیة الزعامة المئویة، كان آخر الزعماء قد اكتفى بـ ١/١٢٨ تصفیقة، ابتدع المستشار آلیةً لتطبیق ذلك، فجاءت وزارة التصفیق، وھي المنوطة بحساب استحقاق تصفیقة الزعیم، یتعیّن على الشاعر حینھا أن یجمع 128 إعجابًا من الزعیم حتى یستحق التصفیقة. حینھا كان الشاعرُ الفذّ قد حاز 127 إعجابًا، وینتظر المحفل القادم لیكمل استحقاقه، إلا أن المنیّة عاجلته، فقد كان بدینًا كالدببة. في مراسم الدفن كان الزعیمُ حاضرا، عشرةُ رجالٍ  یحملون المیت على الأكتاف بموكب مھیب، أثناء إنزاله فلتت قبضة أحد الرجال فتداعى الجسد المیت وخبط بالأرض محدثًا جلبة كبیرة، فزِع الزعیم وتوقف الناس یترقبون، انقطع ذلك الصمت حین خرج من بطن المیت الضخم صوتٌ بنغمةٍ طویلةٍ متقطّعة وموزونة، استمر الصوت لثوان قبل أن یتوقف بقفلة ممیزة. فلتت من فم الزعیم ضحكة صغیرة، أتبعھا بضحكة كبیرة وضحك الناس، قال المستشار "لقد أعجبك یاسیدي، قد اكتمل نصابه وھو یستحق تصفیقة"، رفع الزعیم یدیه بإبطاء المذل ِّ المنعمِ، وصفق صفقة بالھواء للمرحوم الشاعر الفذّ، وھكذا فعل الحضور.