• -          الثورة الإعلامية والتكنولوجية: فقد ساعد الانتشار الواسع لشبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الثقافية على إنجاح أهداف العولمة الثقافية، وذلك بتوسيع رقعة الترويج للثقافة الغربية، وإغراء المجتمع العربي والإسلامي بانتهاج أساليب حياة حديثة تواكب التطورات.
  • -         حرية التعبير: اسُتخدِمت الحريات في التعبير عن الرأي بأسلوبٍ مطلق حتّى بلغت الكُفر، وبرز ذلك بالرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
  • -          تفشي قيم غربية في المجتمع العربي: والتي انتشرت على الرغم من مخالفتها للقيم والأخلاق والدين كالاختلاط، والاستنساخ، والإجهاض.
  • -         نشر اللغة الإنجليزية: كالتوجه لاحلال اللغة الإنجليزية مكان اللغة العربية ولغاتٍ أخرى، واعتبارها نوعاً من أنواع الرقي والتحضر.
  • -          فرض سيطرة الدول الغربية على وسائل الاتصال: فقد سيطرت على وسائل الاتصال والإعلام الخاصة بالعالم العربي والإسلامي بشكلٍ خاص، وتوجيهها بما يتماشى مع هدف طمس الهوية الثقافية العربية شيئاً فشيئاً.
  • ·         التأثير على اللغة: تُعد اللغة الجزء الأهم في كل ثقافة لأنها هي طريقة التواصل بين الأفراد، ونقل الثقافة من جيل لآخر، وبسبب التدخل الكبير للثقافة الغربية تم التأثير بشكل كبير على الثقافة العربية ولغتها من حيث الاعتماد بشكل ملحوظ على اللغة الإنجليزية وذلك لسهولة تعلمها، مما أدى إلى تدهور اللغة العربية وجعلها لغة ثانوية.  
  • ·                  تدمر الممارسات الثقافية لكل بلد، مما يقلل من التنوع الثقافي الموجود في العالم. وتسمى هذه العملية أيضا الإمبريالية الثقافية. يعتقد الأشخاص الذين يؤمنون بهذا الموقف أن هناك ثقافة معينة (خاصة الثقافة الأمريكية) تسيطر على العالم.
  • ·        التأثير على الهوية: تُعد العولمة الثقافية الجزء الأكبر في التأثير على الثقافة والهوية العربية بسبب دخولها إلى الأسواق وتفرعها بطريقة كبيرة، مثل القيم والعادات والتقاليد واللباس والطقوس والفنون والطعام والرقص والموسيقى والحِرَف اليدوية، كل ما ذُكِر سابقًا تم التأثير عليه بصورة سلبية أدت إلى تشويه وطمس الثقافة العربية وتراثها.
  • ·        تعميق الطائفية. أن النظام الإقليمي لجامعة الدول العربية يضم أطرافاً إسلامية وأخرى متاخمة وليست بالضرورة أطرافاً عربية، لذلك استغلت الأطراف المعادية التركيبة الاثنية لأضعاف هذا النظام الذي يرتكز على أسس قومية تصبح الأمة بمعناها القومي هدفا وشعاراً تسعى لتحقيقه كل الفئات والطوائف، ولا يشذ عن هذه القاعدة سوى الطوائف المتميزة التي تشعر بالاختلاف عرقاً أو عنصراً.[10]
  • ·        ظهور الدور الأمريكي المهيمن في النظام العربي[11] لقد ظهر الدور الأمريكي المهيمن في النظام الإقليمي في النظام الإقليمي لجامعة الدول العربية في بداية عقد التسعينات مع العدوان الثلاثيني على العراق، حيث كان الوطن العربي يواجه (مرحلة فوضى شديدة وعزلة عن العالم المتغير، وكان مشتبكاً مع نفسه في حروب أهلية لا يكاد ينجو منها بلد وكانت بعض دولة تتآكل هويتها ورقعتها وبعضها الأخر يغرق في مستنقعات طين ودم، بل أن أوطاناً عربية مضت تغيب بسرعة في ظل النسيان، ثم أن هذا العالم العربي كان على خلاف مع الجيران حوله في الإقليم وصلت بعضها إلى حد الحرب المسلحة)[12]
  • هذه الأوضاع أدت إلى انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالهيمنة المطلقة على المنطقة العربية وهذا أدى إلى خلق تبعية عربية للولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن توضيح الدور المهيمن للولايات المتحدة الأمريكية في النظام الإقليمي العربي من خلال أربعة مؤشرات أساسية هي[13]
  • ·         تقرير وضع العراق ومكانته في النظام الإقليمي العربي في مدة ما بعد العدوان الثلاثيني.
  • ·        أنها تمثل القوة المحورية في أي محاولة لتسوية الخلافات العربية ـ العربية. كذلك في محاولة لتسوية الصراع العربي ـ الصهيوني.
  • ·        الانفراد بترتيب منظومة أمنية خاصة بدول الخليج العربي ذات الثروة النفطية.
  • ·         التأثير على باقي الدول العربية الأخرى من خلال سياسات المنح والمنع.
  • ·        المشاريع الاستعمارية. يبقى مشروعا الشرق أوسطي والشراكة المتوسطية أهم وأخطر التحديات التي تواجه النظام الإقليمي العربي وكل مشروع وحدوي أو تكاملي. حيث أن كلاً منهما يقوم على (تجزئة العرب إلى أجزاء جغرافية منفصلة ومتشابكة مع أجزاء أخرى من العالم، جزء كبير في الإقليم الشرق أوسطي وبعض هذا الجزء مع جزء أخر في الإقليم التوسطي)[14]
  • ·        المطالبة والضغط الجماعي من قبل بلدان العالم الثالث -بما في ذلك البلدان العربية- من أجل إقرار قوانين دولية لها قوة سياسية كوكبية قادرة على إحداث توازن في الثقل إزاء القوة الاقتصادية الكوكبية. ولا شك أن هذه المطالبة والضغط المستمر سيلقى قبولاً، خاصة أن بعض الدول الكبرى نفسها بدأت تستشعر مخاطر ظاهرة العولمة على سيادتها، وعلى إمكانية خلق أزمات اقتصادية عالمية تمتد إلى هذا الدول نفسها، باعتبار أن هذه الظاهرة بدأت في دخول مرحلة الانفلات.
  • ·         تكوين التكتلات الاقتصادية والتعاون في مجال التنمية الشاملة بين الدول المتقاربة في مستوى تطورها. وفي هذا الصدد يتعين على خطاب أهل الفكر والسياسة في عالمنا العربي طرح قضايا التنمية والتكـامل عـلى مستـوى الدول العربية بدءًا من إنشاء سوق عربية مشتركة، وتكتل اقتصادي قوي يمكن من خلاله استثمار موارد هذه الدول وتوزيع عائداته توزيعًا عادلاً.
  • ·         بناء نظم ديمقراطية قوية تحكمها سيادة القانون والحياة النيابية والتعددية السياسية، لأن هذا من شأنه حماية الدولة واقتصادها من النزعات الانفصالية والعرقية ومشكلات الأقليات التي يمكن أن تعجل بانهيار سيادة الدولة من الداخل، وتقضي على هويتها.
  • ·         تأكيد مفهوم الذات القومية من خلال الحفاظ على الهوية الثقافية في سائر تجلياتها في التراث والفكر والفن والأدب. وهذا التأكيد للذات القومية يستدعي أيضًا طرح قضية الإبداع الذاتي القائم على استثمار وتنمية الموارد الذاتية، باعتباره من أولويات العمل السياسي في المرحلة الراهنة، وهذا الإبداع الذاتي لا يمكن أن يتحقق بدوره إلا من خلال مراكز ثقافة وتعليم وبحث علمي وتكنولوجي قادرة على خلق كوادر علمية عالية التأهيل، وعمالة مدربة تفي بمتطلبات التطور التكنولوجي في عصرنا الراهن.
  • ·         تأكيد الهوية من خلال الثقافة والتعليم، فالحقيقة أن التغيير في العقل والروح، وهو أمر لا يتوقف على تغيير سياسي راديكالي في شكل الحكم، وإنما يتوقف على إرادة سياسية تسعى إلى تغيير حقيقي من خلال التعليم والثقافة، فبهما معًا يتغير وجه العلم والمعرفة، الذي يتحول إلى إبداع علمي وتكنولوجي في النهاية؛ ويتغير وجه الفكر والثقافة الذي يُفضي إلى الإبداع في الفكر والآداب والفنون.

 

 

 

 

المراجع

العولمة وتاثيرها في المجتمع العربي . د مجد الدين خمش

اثر العولمة في حياتنا . اعداد محمد نوار

مواجهه العولمة في التعليم والثقافة د. حامد عمار



[1] "العولمة" ، قواميس أكسفورد ، استرجاع 5-4-2017

[2] ([399] ) ((العولمة والعالم الإسلامي)) ((حقائق وأرقام))، لعبد سعيد إسماعيل، وقد عرض لتعاريف مختلفة للعولمة.

[3] ([400] ) ((العولمة والحياة الثقافية في العالم الإسلامي))، للدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري.

[4] "ما هي العولمة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019.

[5] "عولمة الثقافة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019.

[6] ما هي العولمة السياسية؟  https://revisesociology.com/2017/05/29/political-globalization-definition-examples/

[7] السيد أحمد عمر ، إعلام العولمة وتأثيره في المستهلك ، مجلة المستقبل العربي ، السنة الثالثة والعشرون ، العدد256 ،      ماي2000، ص73.

[8] محمد عمر البشير أبو عجيلة العجيلي ، العلاقة بين سيادة الدولة الحديثة وظاهرة العولمة ، مرجع سبق ذكره ، ص132.

[9] https://www.economicsonline.co.uk/Global_economics/Globalisation_introduction.html

[10] جميل مطر وعلي الدين هلال، مصدر سابق، ص 255.

[11] حمدي عبد الرحمن حسن، العولمة وآثارها السياسية في النظام الإقليمي العربي، مجلة المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، العدد 258، 2000، ص 6.

[12] محمد حسنين هيكل، حرب الخليج أوهام القوة والنصر، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، 1992، ص 10

[13] حمدي عبد الرحمن حسن، المصدر السابق، ص 7.

[14] محمود عبد الفيصل، الشرق أوسطية ومستقبل التعاون والتكامل الاقتصادي العربي، سلسلة كتب المستقبل العربي رقم (12)، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1998، ص287.