للضجة التي أثيرت حول مسلسل لعبة نيوتن؛ تابعته على أحد التطبيقات. الواقع أني لست متابعة جيدة للدراما العربية, لا لشيء ولكن لأني عادة لا أجد الموضوع الذي يستحق المتابعة,
وأعترف أن المؤلف الذي أبدع في صياغة هذا العمل أبتداء من العنوان " لعبة نيوتن" إلى خاتمة العمل, كان ربانا لعمل غاص في أعماق الواقع بحرفية وتمكُّن. ليس لأنه عملا جادا فحسب بل لأن المُشاهد يستطيع أن يقرأه بأكثر من شكل .
أنا مثلا رأيت أن البطلة رمز لكيان أكبر, كيان راوده حلم فلاحق حلمه. أراد لجيله القادم هوية جديدة, هوية أقل تعبا ورهقا من هويته, وبرغم تعبه وضعفه وضعف مايمثله إلا أنه ذهب في حلمه إلى أقصى حد مستعينا بشاب جمعته به دروب الغربه والضياع.
فهل نجح في مسعاه؟
ومن هو الكيان الذي تدخل ليسرق حلمه؟...
يشاء القدر أن يكون صاحب العصمة والشريك الشرعي للكيان الحالم برغم ضخامته وضخامة مايمثله, يشاء القدرأن يكون عاجزا أمام الظروف, يعاني مشكلة في السمع ( دلالة على عدم التركيز مع من حوله)
ويقع فيما لاينبغي الوقوع فيه, الأمر الذي يترك مجالا واسعا أمام غيره ليسرق حلمه ويستولي عليه.
وتكون النتيجة أن يقع الكيان الحالم بين قبضتين: قبضة صاحب العصمة : ذراع قوي وأحساس أقل. وقبضة صاحب اللحية ذو الموارد الخيالية, العازف على أوتار الفضيلة
فما الحل؟
بعد رحلة عذاب رأيناها وعشناها مع البطلة : غربة , طلاق , تشرد في المنفى, ثم محاولة اغتصاب وتمزق بين ماكان وما ينبغي أن يكون في الوطن,
وبعد معاناة فاقت التصور, استطاعت البطلة أن تكون ما أرادته هي لا ما أراده الغير...
كان لزاما على الكاتب أن يحرر هذا الكيان من القبضتين, الأولى تذهب إلى السجن والآخرى تعود إلى منفاها ثم ينتهي المشهد بأجيال جديدة تشارك الكيان الحالم السكن في ارض خضراء.
أنها قصة الأمس القريب.. الحلم الذي طالعنا بداية العقد الماضي وانتهى بكابوس مر كالطوفان, كما قال الشاعرالسوداني محمد عبد الباري :
وسيعبر الطوفان من اوطاننا
من يقنع الطوفان الأ يعبرا.
بقلم أمل عبدربه