ظننته حلماً...
كل بداية جديدة تبدأ بحلم، كل خطوة بدأت بحلم يملئه الامل، هذه حياتنا نحلم ، نتأمل بكل شخص و كل شيء جديد يدخل في حياتنا، لكن ترى ما لذي يغشي اعيننا في كل مرة عن أي شائبة قد تشوب هذا الحلم المثالي، من الذي وضع قناعة في قلوبنا تقول ان هذا الحلم سيكون مثالياً، ولا وجود للمثالية في واقعنا، ما الذي وضع هذه الغشاوة على اعيننا وقلوبنا، من اعمى احساسنا ونهى وجود احتمالية ان لا يكون ما نحضره او ما نحن مقبلين عليه حلم مثالي بلا أخطاء، ترى من الذي افقدنا حدس الحذر من ان يكون فقط مجرد صورة مزيفة تخبئ ورائها واقع قاسي، من قال ان الحلم المثالي ليس الا خدعة، خدعة تخفي كابوساً نحاول الاستيقاظ منه لكن لا نستطيع، في حياتنا ومنذ ولادتنا نولد و من حولنا أناس كثر، لكن الانسان يولد بفطرة سليمة، يولد وهو طاهر، نظيف، ذي نية حسنة، يولد قلب طاهر لا يعرف معنى الكره، ولا الخبث، ولا الحقد، ولا أي شيء من ما نغرق فيه حالياً، فلا يظن ان هذه الدنيا الا امر بسيط جدا امر جميل، لكنه لا يرى ابدا الصورة الأكبر للوهم الذي يعيش فيه، ولا تكون لديه ادنى فكرة ان ما يعيش فيه سيزول مع الوقت، وان من حوله سيتغيرون، او بمعنى اصح سيُظهرون حقيقتهم التي لم تكن لديك أي فكرة عنها، لم تكن لديك فكرة انك عندما تكبر سيختفي سراب هذا العالم الجميل الذي كنت تعيشه و سترا الواقع، لكن على الأقل عندما تكون مجرد طفل بريئ سيكون من المبرر على الأقل بالنسبة لك تصديقك لهذا الواهم، لكن ترى كيف لك ان تتعامل و تصدق ان صدقت هذا الوهم وانت شخص بالغ ناضج، ستسأل نفسك كثيرا كيف كنت ذي نية طيبة لدرجة انني اتبعت هذا السراب الواهي، وترى ماذا اخذت في نهاية المطاف، لا شيء، الندم على ما اقترفته بحق نفسك شعور قاتل، عبئ لا يطاق بالنسبة لأي شخص، ربما لانك لن تحب شخص بقدر نفسك ابدا، فقد يأتي وقت تسأل نفسك فيه ترى كيف اقترفت هذا الذنب الكبير بحق نفسي، اذيت نفسي و اوجعتها، فكيف اقوم بأذيت نفسي ولا اتوقع من الاخرين عدم اذيتها، في هذه اللحظة المخيفة تتغير كل اولوياتك و كل احلامك وتصبح كل امنياتك تقتصر في امنية واحدة، كلمة نقولها ونعلم ان لا جدوى منها، "ويا ليت الزمن يعود كي لا اقترف هذه الخطيئة بحق نفسي"
كلمة تقال على السنتنا لكننا نعلم انها بلا جدوى، فا لا يمكن ان يعود الزمن للوراء لتصلح خطئك تتمنى في هذه اللحظة ان تجد أي مخرج، يخرجك من الكابوس الذي وجدت نفسك غارقاً فيه، تتمنى ان تجد الزورق الذي يوصلك الى بر الماضي، تجد نفسك تتمنى ان كنت راضي و قانع بسابق حياتك، فا هذا نحن البشر مهما امتلكنا من نعم وددنا بالمزيد، خلقنا و الطمع يجري في عروقنا، وبعد كل خطيئة وهفوة نندم ونقول اوياليتني قنعت من البداية بما كان لدي من نِعم .
عندما كنت اكتب هذه التدوينة احترت كثيراً، ظللت لايام غارقة في افكاري، لا اعلم لماذا ربما لكثرة حيل احلامنا وما تفعله، كلما عشنا في هذه الحياة كلما اقتنعنا ان الواقع قاسي وهذه حقيقة، لكن في رأيي الشخصي ربما قساوة هذا الواقع ارحم بكثير من كذب الوهم، فالحلم ليس سوى نمط، منهج ننهجه جميعاً للهروب، لكن لا يمكن لشخص ان يهرب طوال حياته، لابد ان يواجه في نهاية المطاف.
M.M