الأشياء دائمًا تبدأ صغيرة ، ثم ما أن تلبث أيامًا إلا وتكبر شيئًا فشيئا ..
الأرقام تبدأ صفرًا لا تساوي شيئًا ، تتسارع بالتعداد 0 - 1 - 2 - 3 ... وبعد مدةٍ ندرك أنها أصبحت أرقامًا كبيرة يصعبُ حصرها .

صديقي ،

تذكَّر أن الإستسلام عدو النجاح اللدود .. إن اليأس حينما يخيّم فوق العقول يجعلها عاجزةً عن التفكير ، يبقيها في زوايةٍ مغلقة عن التحليق في سماء الإبداع .. يجعلها تدور على نفسها دون الرجوع لأي شيء ..

حارب أول شيء كل ملامح اليأس ، واختر لنفسك أن تستقبل الأمل فإنه يفتح الآفاق ويغذّي العقول .

روح الأمل لها القدرة الخارقة على تغيير المعتقدات ، ورسم المفاهيم ، وبذل الخير حتى لو لم تحن فرصته بعد ..

كان المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهو الأسوة الحسنة والمعلم الأول في كل المجالات فضلًا عن هذا المجال .. كان يعرفُ  الأمل وقدرته على خلق مشاعر جديدة ، وقدرته على شحن الحماسة في روح أصحابه الكرماء ..

كان يعرفُ   صلى الله عليه وسلم ، أن المستقبل لا يغذى إلا برؤية الأمل قبل أن يحين موعده ، لذلك كانت روحه وجسده الشريف يتحملان الصعاب لأن من عرف العطية والجائزة ، هانت في عينيه كلّ مصيبه ، وأشرقت الحياة في روحه حتى وإن كان الظلام مخيمًا عليه ..

هذا هو الأمل ، وهذه طاقته وكيف يصنع بالجيل حينما يعتنقه إيمانًا صحيحًا في أخلاقياته وتعاليمه .

إبدأ بنفسك .. ولا تنتظر حتى يبدأ الآخرون ، وكما قال الإمام الشافعي : إبدأ بنفسك وانهها عن غيّها ، فإذا انتهت عنهُ فأنت عظيم .