هذه الحياة الدنيا تجربة فردية وجودية كبيرة وخطيرة، تجربة محفوفة بالمخاطر ، يختلط فيها الخير بالشر والحق بالباطل والفضيلة بالرذيلة واللذات بالآلام، تجربة لمرة واحدة في هذا العمر القصير السريع الذي لا يساوي شيئًا بالقياس لعمر البشرية، التي بدورها لا تساوي شيئًا بالقياس لعمر هذه الارض التي تعيش فوقها، هذه الارض التي بدورها لا تساوي شيئًا بالقياس لعمر هذا الكون الكبير الواسع المتسع ، الذي بدوره لا يساوي شيئًا بالقياس لوجود الله الأزلي الأبدي ، الأول الذي ليس قبله شيء!!، والآخر الذي ليس بعده شيء!!.
وأنا في هذا العمر ، وانا في نهاية هذه التجربة، يمكنني أن أسجل خلاصة تجربتي الوجودية في حقيقتين جوهرتين : 


(1) الحقيقة الأولى: ان كل هذا الوجود وهذه الحياة الدنيا لا معنى لها بدون وجود الله وبدون الحياة الآخرة، فالله هو معنى هذا الوجود، وكذلك الحياة الآخرة التي تتحقق فيها العدالة التامة والكاملة والشاملة، وتتحقق فيها الأحلام الرومانسية السعيدة العجيبة لبعض البشر، وتتحقق الكوابيس المرعبة الرهيبة لبعضهم الآخر!! ، فبدون هذا لا معنى لهذه الحياة ولهذا الوجود، أي بدون الله وبدون الآخرة يغدو كل هذا الوجود مجرد (عبث) لا معنى له!!.


(2) الحقيقة الثانية في خلاصة تحربتي الوجودية والحياتية والإيمانية هي: أن الله هو (الكنز الوجودي الحقيقي الكبير) الذي نبحث عنه بفطرتنا وتتعطش إليه عقولنا وقلوبنا، الله تعالى هو المكسب الحقيقي الكبير والدائم ، فمَنْ كسب الله كسب كل شيء، ومَنْ خسر الله خسر كل شيء!!
هذه هي خلاصة تجربتي الوجودية والايمانية، وأنا في هذا العمر ، بعد أن خضت غمار كل تلك البحار وعبرت تلم الوديان المخيفة السحيقة وكل تلك التجارب المتنوعة والمدهشة وغدوت قريبًا من الضفة الاخرى!.
ولكم خالص تحياتي

*********

أخوكم المحب