تفاقمت أزمة النقل في دمشق ومناطقها بشكل كبير في الأسابيع الماضية ، خاصة في أيام العمل الرسمية
، بسبب انخفاض عدد وسائل النقل الحكومية والخاصة، ويعود ذلك بسبب انخفاض كمية الوقود الذي تعاني منه المنطقتان خلال الآونة الأخيرة. وقد أدت هذه القضية إلى زيادة العبء بشكل كبير على المواطنين.


وتشهد الطرق الرئيسية في وسط العاصمة دمشق، وكذلك الطرق في أطراف العاصمة والتي تؤدي إلى وسط المدينة ، تجمّع مئات المدنيين على الطرق بانتظار المواصلات. "ميكروباص"
أو حتى "فانات" خاصة لنقلهم إلى العمل أو إعادتهم إلى المنزل.


لا يمكن اغفال ما يجري من عملية التدافع بين الناس أثناء انتظار قدوم أي باص نقل داخلي مثلاً أو «ميكروباص»، لحجز مكان، حتى لو كان بدون الجلوس على الكرسي المخصص، وتطور الأمر في الكثير من الأحيان إلى الشجار. كما امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالصور ومقاطع الفيديو التي أثارت حفيظة العديد من الناس في الآونة الأخيرة، وأيضاً التجمعات في محطات النقل وعلى الطرق، وغيرها من المشكلات التي تدور بين المواطنين لاستخدام الباصات.


بعض الناس يفضلون الذهاب إلى مقر عملهم أو جامعتهم مشياً على الأقدام إذا كانوا قادرين بالطبع بالرغم من طول المسافة أحيانًا ، لأنهم قد ينتظرون ساعة أو أكثر حتى تصل وسيلة النقل، وقد لا يتمكنون من الوصول إليها بسبب الازدحام الشديد الذي يحدث هناك.

إذا نظرنا إلى أسباب الأزمة، فإننا نعلم أن السبب قد يكون طول فترة الانتظار أمام المحطات للحصول على حصة الوقود اليومية ، ناهيك عن تكاليف وإصلاح أعطال السيارات والباصات ،
وتسرّب العديد من وسائل النقل. كما يصفه البعض! !


أزمة الموصلات لها حلول مؤقتة وطويلة الأجل.

  • حلول مؤقتة:
  • 1- إنشاء نقابة أو هيئة مواصلات تكون نقابة حقيقية فعالة لخدمة السائقين لحل مشاكلهم.

2 - إجراء مسح علمي وميداني سريع واستطلاع آراء الركاب وأصحاب مركبات النقل العام للوقوف
على جذور المشكلة.

3- حصر جميع المركبات العاملة في مجال النقل العام المرخصة وغير المرخصة ، ومعرفة عدد
الخطوط وعدد المركبات العاملة في كل خط ، ومعرفة العدد الفعلي لها ونسبة المركبات المعطلة
، لوضع خطة لإصلاحها.

4 - انشاء ورشة لصيانة الحافلات آخر كل خط، مع إلزام أصحابها بدفع 25٪ -50٪ من صيانة
المركبة واستكمال الباقي في وقت محدد.

5- القيام بدراسة بخصوص تعرفة النقل وخاصة سيارات الأجرة وفق أسس علمية وحسابات دقيقة،
والتحقق من التعرفة وعدم العبث بها من قبل السائقين.

6- وضع عدد من أفراد الشرطة في المواقف العامة وفي النقاط الأساسية لخطوط المواصلات لضمان سير خط السيارة ، ويجب استبدال
أفراد الشرطة بشكل دوري حتى لا يستقروا في مكان واحد وهذا يخلق علاقات معينة معهم.

7- التزامات السائق باتباع خط المسير، واتخاذ الإجراءات القانونية التي تلزم السائق باتباع
طريقه.

8- عمل دفتر ملاحظات لمتابعة حركة مركبات النقل العام من نقطة بداية الخط ونقطة نهاية
الخط ، على سبيل المثال ، خط "الصناعة" ، ومن خلاله تزود السيارة بالوقود.


  • حلول جذرية وطويلة المدى:
  • 1-تخصيص ورش عمل متكاملة نهاية كل خط باصات ليتم صيانتها ، مع وجود مركبة خاصة
    متنقلة لتزويد البنزين ومادة المازوت مما يساهم في تخفيف الازدحام بشكل أو بآخر.

2 - السماح بترخيص شركات النقل الخاصة حتى لو كانت تعريفاتها أعلى على سبيل المثال، الرسوم
150 ليرة سورية للخط.

3 - تنظيم جمع النفايات بالتنسيق مع البلديات لأنها للأسف تجمع النفايات مرتين في اليوم
وخلال ساعات الذروة (الاختناقات المرورية) خاصة في بعض المناطق الرئيسية ضمن
العاصمة أو حتى الريف.

4- إضافة خطوط سير جديدة بعد دراسة دقيقة لكل خط، خاصة بعد عودة الكثير من أهالي
الريف إلى منازلهم، مما سبب الضغط على بعض الخطوط.

5- الاستفادة من تجربة بعض الدول مثل ماليزيا وتايلاند وهونج كونج في حل مشكلة النقل في
جعل وسيلة نقل جديدة مثل (تيك توك) كوسيلة نقل في بعض الشوارع بحجم مناسب للاستخدام
والاستيعاب راكبان.


هل سنرى قريبا ما يحل هذه المشكلة!

نتمنى ذلك إن شاء الله.

بقلم: د.محمد قطيط

By Mohamad Qutait