حوار بين حبيبين
سالت يوما:" لما تحترقين ولا تظهرين لما تنصهرين ولا تخبرين اتحجر قلبك ام هو من جليد؟"
لا زلت اصغي
"هكذا دائما اي شراب تتعاطين."
حاولت الانفلات وقلت :" جرعات من قهوة مرة."
اجاب :" اظن انك اكثرت منها."
لا زلت احاول المحافظة على برودتي وقلت:" لما؟"
"لأنك اصبحت لا تميزين بين المر والحلو طغت المرارة على لسانك و انتقلت العدوى الى قلبك"
ليس من عادتي ان انفعل بسرعة و لكن هذه المرة...
شعرت ان جليدي ذاب و غلي و تبخر لأنه و ببساطة امسكني من اليد التي تؤلمني...
" ا ضايقتك بشيء ؟" سألته و بوجهه اشاح عن ناظري
" و تقول مضايقة"
في وجهه...
في عينيه...
في ملامحه التي لا تفارق احلامي ولا عقلي ...
نعم في تلك الصورة المحفورة في قلبي
بحثت عن جواب يزيل ابهام عقلي
عن جواب ربما كنت أعرفه و يا ليتني ما اعرفه
" أ لا تلاحظين اقضي وقتي المح ولا تفهمين ...
ماذا اقول و كيف اعبر؟...
علمت انك تحبين القراءة فأمطرتك بكتب الحب و الغرام
قصص قيس و ليلى ...جميل و بثينة ... عنترة و عبلة
وعندما سألتك عن احوال قلبك قلتي :" ما به؟"
لما تعذبينني؟
ان كنت لا تريديني فقولي والله لن ارغمك
سأريد سعادتك حتى مع غيري."
و مع اكثر سؤال يحرجني من اكثر انسان يخجلني تلقيت الصدمة
اه لو تعلمون حالي امتزج الخجل و الفرح
نعم لقد اوقدت احاسيسي بعد ركود سنين
سعدت لأني نجحت وخبأتها لمدة احسد عليها
خائفة من هول الموقف متطلعة للمستقبل
لم اعش اللحظة حقا لم اعرف البكاء ولا الفرح لأني لم أعتد عن مواقف مماثلة
صار ما كنت اريده و اغشاه معا
شعرت بحرارة نعم بحرارة لم يسبق لها مثيل بحرارة لم اشعر بها من قبل
اعرف ان خداي توردت خجلا لا بل احمرت و كادت تنفجر
صار الليل نهارا و النهار ليلا
قال :"اوشك موعدنا عن الانتهاء. أ لن تقولي شيئا ؟"
استجمعت ما تبقى في من قوة و ربتت على كتفه
كأني اواسي فاقدا او حزينا يائسا
نظر الي نظرة طائر ضعيف مكسور الجناحين
نظرة كانت كمطرقة فتت احجار قلبي فصار غبارا تحمله رياح صفعت جسدي
استدرت واخذت امشي لم اعرف كيف كنت احمل اقدامي
ولا حتى كيف تواصلت خطواتي
قاطع دهشتي و ضعفي فقال :" انتظري سأوصلك ."
" لا قد ناديت اخي ."
ختمت المجلس بالرحيل
تاركة حطام حبيبين ورائي
و ما اسوا الرحيل
بقلم أسمهان الأسود
إذا اعجبتكم ادعموني لنشر المزيد