لقد كانت لحظة ابسط من ان تحمل كل ذلك المعنى واكبر من ان لا تفعل

عندما نظرت للأعلى ذات عتمة ليل من اللاوعي وادركت ان القمر اكبر من اي ليلة اخرى نظرت اليها فيه لقد كان اكبر من ان يتسع لبؤبؤ عيناي ففهمت انذاك انك استوطنت فيهما

انه مدهش واكثر من ذلك مؤلم حيث ان النظر اليه من خلالك كان اجمل مما حاولت ان اجعله دائمًا وبقيت من قبلك عمرًا افعل

هكذا انتهت هنا اول وألذ معركة لنا نحن وهزيمة لي انا جرّيت فيها اذيال حبك نحوك رغمًا عن قلقي

وبدأ من بعدها عمر من الهزائم التي كانت امرّ من ان تعقدها هدنة.. قدّمت فيها قلبي وكل حصادي ولست افهم للآن كيف فعلت ذلك لاجل دفء لحظة مؤقتة من السعادة يليها عمر من الصقيع والالم 

وفي الحقيقة ليس يهمني ان افهم.. فلقد كنت اعلم بأنّي تحت سطوة اكثر حدث لامنطقي في الحياة وقد اسعدني ذلك.. وآلمني ايضًا.. من ثم اتعبني تناقضه وكل ما انا به من تضادّ

كيف اخبرك الآن ولا اضحك حزنًا وسخرية انني استنفدت فيما بعد كل قوتي ومقاومتي في ان استعيد ما اعطيتك اياه سابقًا بكامل رضاي ورضوخي وكُلِّ سعادتي

لقد كنت وحيدًا وذلك موجع.. لكنه ألطف وجعًا من ان اكون وحيدًا معك، فذلك الفراغ ملأ قلبي.. ونظراتيَ التي تحمل اللامعنى والقمر الذي كلما نظرت يبدو لاشيء سوى انه القمر وكل ليلة سهرتها وكان حقي ان انام.. كانت انا التي تخلّيت عنها في سبيل ان املأ نفسي منك بدافع الحب

وبعد جميع ذلك ومرة أخرى.. في لحظة كانت ابسط من ان تحمل كل ذلك المعنى واكبر من ان لا تفعل نظرت للأعلى ذات عتمة ليل وادركت ان هذا الليل بداخلي يشبه الليل الذي يغشى السماء و هذا القمر وحيد لكنه يضيئُها.. اتسع بؤبؤ عيناي تمامًا ولم ارى في حضوره سوى نفسي فأنا قمرُ ليلِ سماواتي

واخيرًا فهمت انذاك انك مجرد سائح اغترب عنهما، وانا المقيم فقط..والوطن في ذات الوقت  

ولا يهمني كم من العمر امضيت لأفعل ذلك سوى انني واخيرًا فعلت.