لو تأملت في الحياة ستجد الكثير من المقولات والأمثال والحٍكم الشعبية نتداولها ولا نعرف من صاحبها الحكيم ومتى قالها؟ ومن أي بلد وعصر!؟ بل ربما سنجد بعض القصائد أو الأبيات الشعرية التي لا يعرف احد من قائلها وصاحبها، خذ مثلًا في الأمثال الشعبية: قولنا: (اللي أوله شرط آخره سلامه!) وقولنا: (المتغطي بالزمان عريان!)، وقولنا: (دبارة الفار على أهل الدار: بيعوا القطوس واشروا جبنه!) وقولهم بالمصري: (يدّي الحلق للي بلا ودان!) ويقصدون أن حكمة الله الخفية قد تقتضي اعطاء الحلق الغالي الثمن لمن ليس لها أذنان!!، ويقصدون وجود حكمة الهية خفية في توزيع الأرزاق لا يستوعبها صاحب العقل المسطح!! ... فهذه الأمثال والحٍكم الشعبية وغيرها، تُرى من ذا الذي ألفها وقالها!!؟... بكل تأكيد لم تهبط من السماء ولا تم اقرارها في (مجلس شعبي) بل شخص ما(؟) (حكيم) هو أول من قالها ثم تداولها الناس ولم يتم تسجيل اسم قائلها في دفتر الحقوق الفكرية والأدبية المحفوظة كملكية خاصة لهذا القائل !!.
كذلك الحال في كثير من الأدوات المهمة التي نستعملها في حياتنا، وخصوصًا في المطبخ والحمّام، لا ندري على وجه اليقين والتعيين أول من اخترعها مثلًا : السكين، الملعقة، العجلة، المطرقة، الكُلّاب. الناي، المزمار الشعبي، المحفظة، مساكات الغسيل، المقص، قلامة وقصاصة الاظافر .... الخ .... وغيرها كثير وكثير...... فهناك الكثير من الأشياء والأدوات والاختراعات التي لا نعرف مخترعها لأن في زمانها لا يوجد شيء اسمه (براءة الاختراع)!!!.
وهكذا اذا تأملت هذه الحياة فستجد الكثير من الحٍكم والمقولات والأمثال (الشعبية والفصحى) و(المحلية والأجنبية) لا ندري من صاحبها على وجه التعيين ووجه اليقين!؟، وستجد الكثير من الأدوات والمخترعات المهمة لحياتنا لا ندري ولا يدري أحد على وجه اليقين والتعيين من هو أول من فكر فيها وبدأها واخترعها من الصفر! .... وكذلك فيما يتعلق باختراع وطبخ الأكلات وصناعة المشروبات والحلويات التقليدية المتوارثة عبر القرون، منذ حياتنا في الكهوف والغابات والبراري حتى عصرنا الراهن !!، مما يعني أن (الجنود المجهولين) في هذه الحياة الدنيا أكثر بكثير جدًا مما نعرف ونتصور!!، أكثر بكثير من (الجنود المعلومين المعروفين المشهورين) الذين نالوا الاحترام والتقدير او حتى الكسب المادي!!.... بينما (الجنود المجهولين)(المساكين) زاغت عنهم الأبصار ونسيهم قلم كاتب التاريخ!!!... تاريخ الحكمة، وتاريخ المعرفة، وتاريخ التقنية، وهكذا هي أحوال الدنيا!!
♡♡♡♡♡♡♡
أخوكم المحب