كان بإمكان نوري المالكي ان يقرأ جزءاً يسير عن عبد الرحمن سوار الذهب، وأن يغيير الوضع في يوم خروج الاحتلال الامريكي من العراق.
كان بإمكانه .. ان يجعل من يوم الخميس المصادف 15 ديسمبر 2011 عيداً وطنياً حقيقيا ويدعوا العراقيين للنزول الى الشارع للإحتفال بالماء والورود بذلك اليوم العظيم والصفح عن جميع الأيام المظلمة التي رافقت الشعب العراقي بمختلف مكوناته وطوائفه طيلة الإحتلال.
كان بإمكانه .. كونه رئيساً للحكومة وقائداً عاماً للقوات المسلحة ان يكسر أبواب السجون بيده في العراق ويخرج المعتقلين جميعهم وخاصة الذين قاوموا الإحتلال الامريكي من السنة والشيعة.
كان بإمكانه .. ان يأخذ من ميزانية العراق العملاقة آن ذاك 5 مليار دولار ويعوض جميع المتضررين من الاحتلال الامريكي في وعموم العراق ليعيدوا بناء منازلهم التي دمرها المحتل ويعيدوا تجارتهم واعمالهم التي سلبها المحتل، ويعوض عوائل الشهداء والجرحى جميعهم دون إستثناء.
كان بإمكانه .. ان يقيل جميع وزراء حكومته ويدعوا البرلمان الى إنتخابات جديدة ونزيهة غير خاضعة لإرادة الاحتلال الأمريكي أو مصالح الدول المجاورة.
كان بإمكانه .. ان يخرج الى الشعب العراقي في بيان رقم "أخير" وليس رقم واحد مثل الذي متعارف عليه، ويعلن بإبتسامة وثقة مطلقة عن إستقالته ويقول لن استطيع ان اقدم لكم يا شعبي العزيز اكثر من التوقيع على إعدام صدام حسين وتوقيع الاتفاقية الامريكية مع العراق التي أجبرت المحتل على مغادرة أرض الوطن وها أن أعلن لكم إستقالتي، كوني لم ولن أقدم أكثر لوطني الغالي.
هل يعلم المالكي ان بهذه الأفعال الخمس لو فعلها لنحنت هامة التاريخ تسجل له أسمى أيات الفخر والبطولة والعرفان! وأصبح قدوة ومرجعاً سياسياً "عربياً" وليس عراقياً فقط يُحتكم عنده الخصوم طالبين منه حلاً لمشاكلهم مستفيدين من تجربته البطوليه في حل أزمة العراق المعقدة !
أو بالأحرى لكان أسم نوري كامل المالكي ينافس عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني السابق الذي تسلم مقاليد الحكم عام 1985 للخروج بالسودان من أزمة سياسية طاحنة، متعهداً بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال سنة واحدة والذي كان برّاً بوعده، فرفض البقاء في الحكم وأعتزل العمل السياسي تماماً ليتفرغ للعمل التطوعي الإسلامي وخدمة المسلمين، مسخراً لذلك كل طاقته ومكانته وفكره.
لكن المالكي أصر ان لا يكون له شرف الموقف مع العراق