‏أولا: احتسب الثواب من الله في فرحك وتزيّنك كما تحتسب ذلك في الركعة التي تصليها في جوف الليل أو في الصيام الذي تصومه في آناء النّهار؛ ففرحك بالعيد سنّةٌ مشروعةٌ وعبادةٌ محمودة.

‏ثانيا: لا تُمِتْ فرحك بالعيد بالنّظر إلى فرحة غيرك ممن بُسِطَ له الدنيا أكثر ممّا بُسِط لك، فإنَّ النّظر إلى من هو أعلى منك يميت في قلبك شهود النّعمة الموجودة، ويجلب إليك من الهموم والأحزان المفقودة.

ومن وصايا الرحمن لخير الأنام ﷺ"ولا تمدنَّ عينيك".

‏وقال ﷺ"انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجد أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".

‏ثالثًا: كُن واسع البال متجاوزًا عن الزلّات والعثرات؛ فإن المعهود من النّفوس البشريّة إذا أشتد فرحها أو خرجت عن طورها في غضبها أنّها تقول مالا تقول في حال اتّزان مشاعرها، فجاوز وسامح في هذا اليوم الفضيل ماستطعت لذلك سبيلًا.

‏رابعًا: وسّع على النّفس والأحباب في المباح وبعض الملذّات بحسب استطاعتك من غير بُخلٍ ولا إسراف، فإنَّ الشريعة قد أباحت "الدفّ" للنّساء مع كونها من مزامير الشيطان وما ذلك إلّا ليعلم أعداء الإسلام "أنَّ في ديننا فسحةٌ" كما فيه عبادةٌ وقُرْبة.و

•وكلُّ ذلك عبادةٌ لمن احتسب الأجر ..

‏خامسًا: صِلْ ماستطعت من الأقارب والأحباب، ومن العمام والأخوال، فإن تيسّر صلتهم ببدنك فهو أتمُّ وأكمل، وإن لم يتيسّر ذلك فخصّهم باتّصال لأعيانهم ولا تجعلهم في رسالة جماعيّة مَعَ عامّة النّاس وسوادهم؛ فحقّهم التخصيص بالصِلةِ لما لهم من حقِّ القرابة والصُحْبة.