- العالم في هذا الوقت يتجه نحو معنى جديد في طريقة العيش ألا وهو البساطة (تصميم المواقع الالكترونية ، الأيقونات أوما يسمى بالـ "فيكتورز" ، ديكورات المنازل التي صبحت لا تجمع أكثر من لونين ...)  و أجد أن منصة أكتب قد اتخذت هذا الأسلوب أو لنقل المعيار على محمل الجد ، فمحرر النص الذي أكتب عليه الآن لطيف جدا ولا يحوي سوى خط يفصل العنوان عن المحتوى و ثلاث أزرار , وكي تظهر لوحة الخصائص ماعليك سوى أن تظلل المكان الذي تريد التعديل في شكل ظهوره

- حتى أسلوب التدوين المتميز في هذا الوقت بالذات لا يجب أن يكون معقدا ولا طويلا ، الأمر معقد حقا على الكاتب كي يلخص قدر المستطاع ، كي يكون عكس ذلك من جهة القارئ و يقال أنه قد طلب من رجل أن يلقي خطبة في عشر دقائق، فقال أمهلوني أسبوعا. فقالوا له ... فألق لنا خطبةمدتها ساعة فقال : أقولها الآن.


- ماعلاقة المحتوى بالعنوان ؟ أجد أن أسلوب البساطة يتعارض كثيرا مع فلسفة مواقع التواصل الاجتماعي عموما ، فنحن كثيرا ما نحاول إحاطة أنفسنا بأفضل الأصدقاء على تلك المواقع علنا نكون يوما مما هم عليه الآن ، لكن مع الأسف فإن التدفق الكثيف للمعلومات الموجزة جعل عقولنا عاجزة عن تحليل وغربلة ما تلتقطه أعيننا ، أصبحنا نشعر بحالة من التشويش وعدم التركيز في أبسط الأمور التي كنا نقوم بها "كقراءة كتاب في جلسة مثلا" حتى إن الأمر تعدى إلى حياتنا كطلاب فأصبحت جرعة التركيز اللازمة لمتابعة درس في الجامعة مثلا لا تكفي الحد الأدنى لمواصلة حصة واحدة دون أن تشرد أذهاننا في التفكير خارج حصة الدرس


- لا أخفي أن فكرة ترك الفايسبوك كانت هاجسا كبيرا طالما كان يتردد على ذهني كوني سأعزل نفسي عن متابعة آخر التحديثات ، لكن الأمر في النهاية ليس بهذا التعقيد تماما لقد أغلقت حسابي وأحطت نفسي بالكثير من البدائل (المواقع التعليمية المشهورة) حتى أصبحت لا أجد أية رغبة حتى في التفكير بأختلاس نظرة داخل الحساب ، على كل أين الخطر حقا في عدم متابعة التحديثات  ،  أدركت مؤخرا أنه لا يهمني أن أتابع آخر الأخبار بقدر مايهمني أن أبني أحد أهدافي في أرض الواقع ،نحن نشعر بأن الوقت يفلت من بين أصابعنا وبأن لدينا الكثير من المهام الواجب علينا القيام بها وفي كل مرة ينتابنا ذلك الشعور لا نجد حلا سوى الهروب نحو عالم التواصل الافتراضي


-إحدى أهم النتائج السلبية التي لا نستطيع الانفكاك عنها جراء متابعتنا لآخر التحديثات ، إمتلاء قائمة المهام التي لدينا دون أن تجد متنفسا نحو الواقع ، كل ما مر أمامنا خبر أو موضوع أو تحديث لأي شخص حولنا ينتاب عقل أي واحد منا وابل من الأفكار المترتبة عن ذلك الموضوع الرئيسي ، ثم إننا ندون تلك الأفكار كي لا تفلت منا ونشعر بتدويننا لها كأنها تحققت بالفعل وبدل أن نهتم بمهمة واحدة كي نكملها نقفز من واحدة للأخرى دون نكمل أيا منها حتى نصل إلى مرحلة متقدمة من الاحباط ونجد أن لم بأي شيئ حقا وكل ما بنيناه لم يكن سوى مجرد أحلام كانت تدور بعقولناImage title