قالت المربية: عندما كنا في قرية... وعندما حان وقت ولادة زوجتك ذهبنا إلى مستشفي القرية وانجبت زوجتك الطفل الذي توفي، ولكن قبل الوفاة كنت أحمله فلاحظت أن لديه علامة تحت عينه مثل التي في عينك ولكن بعد يوم جاء الطبيب وقال إن الطفل قد مات وفي ذلك اليوم كانت هناك عاصفة وأمطار غزيرة.. لم نستطع دفن الطفل، وتركناه للمستشفي لتقوم بعملية الدفن.
الرجل: أنا ذهبت اليوم إلى عثمان وسألته عن أسرته وقال إنه من قرية صغيرة ولم يذكر اسمها، ولكني وعدته بزيارة أخرى حتى أحصل منه على معلومات أخرى واذا اضطررت فسوف أسافر إلى تلك القرية.
ظل الرجل يبحث عن دليل يوصله إلى الحقيقة رغم ان كلام المربية كان حقيقيا، لكن الشك كان ما يزال مسيطرا عليه.
رجع إلى عثمان في المكتب فوجد معه والده.
- الرجل: السلام عليكم
- عثمان وأبوه: وعليكم السلام
- عثمان: مرحبا بك عمي، أعرفك هذا والدي "الأمين حماد"
- الرجل: مرحبا بك أخي "الأمين" تشرفت بك، وأنا "أحمد الخير عبدالله" صاحب أعمال.. اهنئك على "عثمان" فهو رجل فذ، أتمني أن يكون ابني مثله.
- الأمين: شكرا لك يا أخي ربنا يرزقك الذرية الصالحة.
- أحمد مخاطبا عثمان: أتيت اليوم لأقدم لك هدية صغيرة من أجل الشكر والتحفيز.
- عثمان: شكرا لك، رغم أني لا أقبل الهدايا.. ولكن سوف أضعها هنا في المكتب.. شكرا لك سيد "أحمد".
- الرجل: شكرا لك أنت يا عثمان .. استاذنكم بالذهاب.
- عثمان: تفضل..
يخرج رجل الأعمال..
عثمان مخاطبا والده: يا أبي إني أرغب في الزواج..
الأمين: هذا خيار صائب يا ابني.. عليك باختيار من تشاء وأخبرني..
وكان رجل الأعمال خارج القسم عند سيارته في انتظار والد عثمان ليتحدث معه.. وبعد دقائق خرج "الأمين" فناداه يا "الأمين" التفت الأمين إلى الرجل وجاء إليه مرحّبا: سيد "أحمد".
- أحمد: هل تقبل دعوتي لتناول الشاي والتحدث قليلا؟
- الأمين: نعم من دواعي سروري..
- أحمد: تفضل
- الأمين: شكرا.
- أحمد: من أي بلدة أنت؟
- الأمين: أنا من قرية صغيرة ... وسافرت خارج البلاد لسنين طويلة وتركت أبنائي الأربعة في القرية.. وبعد فتره انتقلوا إلى المدينة حتى يتعلموا تعليما جيدا..
- الرجل: ما اسم قريتكم؟
- الأمين: قرية أجدادي يطلقون عليها اسم ...
- أحمد: وأنا أيضا من نفس هذه القرية.. لكن جدي خرج منها وهو في عمر عثمان وتربينا وعشنا هنا في العاصمه حتى اللحظة.
- الأمين: عظيم.. إنك حفيد عبدالله الرازي.. أ ليس كذالك؟
- أحمد: هل تعرفه؟؟
- الأمين: سمعت به من جدي .
- أحمد: أحب أن أسالك سؤالا غريبا بعض الشيء..!!
- الأمين: نعم.. نعم.. تفضل!!
- أحمد: ليس بينك وبين عثمان تشابه.. هل هو ابنك حقا؟
- الأمين: "عثمان" تربى معي من صغره، ويظن الجميع أنه ابني ولكن الحقيقة أنه ليس ابني.. هذه هي الحقيقة.. أخذته من المستشفى عن طريق طبيب في القرية...
- أحمد: لقد تشرفت بك اليوم وسعدت بلقائك.. أستأذن منك..
- الأمين: شكر لك .. مع السلامة..
سافر أحمد إلى القرية ومعه المربية للبحث عن "الطبيب" الذي كذب عليهم ليتعرفوا عليه ويسألوه عن هوية "عثمان" وسبب كذبه.. ولكن قبل وصولهم إلى القرية توفي الطبيب.
تلقى أحمد اتصالا من العاصمة يحمل نبأ وفاة أخيه.. فرجع مع المربية إلى العاصمه حتى يتسلم الجثمان من السجن. وصل أحمد وبعد مراسم الدفن جاء إليه "عثمان" معزيا وحاملا رسالة كان قد تركها المتوفى.. فتح أحمد الرسالة وكانت مفاجئة له: "أخي العزيز أعتذر لك عن كل أخطائي التي ارتكبتها وأود ان اعترف لك بشي قبل موتي.. أولا.. المداهمة والسرقة التي تعرضت لها أعتذرت لك عنها وآمل أن تسامحني.. والأمر الثاني في الماضي كنت في القرية وعرفت أن زوجتك انجبت طفلا ولكن كنت غير سعيد لأنه سوف يرث كل مالك وكنت واثقا بأنك لن تكتب لي شيئا حتى أعيش فقيرا.. لذلك قمت بعملية خطف لابنك وإخبارك بأنه مات.. وهو في الواقع حي لم يمت.. وكان مع الدكتور في القرية وبعد زمن طويلا ذهبت لأقابله وأسأله عن الطفل.. فقال لي أعطيته لأحد الفلاحين ويدعى "الأمين حماد" فاطمأننت عليه. أعتذر لك عن هذا أيضا. دمت في رعاية الله وخفظه. أخوك "عامر".
وبعد الرسالة أصبح أحمد واثقا من معلوماته.. وقام بالاتصال بوالد عثمان "الأمين" وطلب منه المجيء إلى العاصمة.. وفي ذات الوقت طلب عثمان من والده الحضور إلى العاصمة أيضا حتى يتقدم له بطلب الزواج. جاء "الأمين" وقبل أن يقابل "عثمان" ذهب لمقابلة "أحمد".
وجد أحمد جالسا علي كرسي ويحمل ورقة..
- الأمين: السلام عليكم
- أحمد : وعليكم السلام.. تفضل بالجلوس
- الأمين: شكرا لك.. رحم الله أخاك.. آسف علي تأخير التعزية.
- أحمد: تسلم.. البقاء لله.. تفضل
أخذ الأمين الورقة وهو ينمظر إلى أحمد في حيرة ويسأله:
- الأمين: ما هذه؟
- أحمد: هذه رسالة من أخي الذي توفي..
- الأمين : وما علاقتي بها؟
- أحمد: اقراها أولاً..
أخذ "الأمين" في قراءة الرسالة.. وبدت تظهر عليه علامات الحيرة.. وتغير لون وجهه رغم أنه كان مدركا للحقيقة المرة والتي ربما تسبب لعثمان حالة نفسية وانهيارا.. وفي هذه الأثناء يتصل عثمان بوالده "الأمين" مستفسرا عن تحديد موعد لزيارة أسرة خطيبته. كان رد "الأمين" بنبرة تدل على التوتر: بعد غد إن شاء الله.
وبعد إغلاق الهاتف، أخذ عثمان يحدث نفسه: هذه أول مرة يتحدث فيها أبوه بهذه الطريقة.. ماذا يحدث؟
قال الأمين لأحمد: لو سمحت يا أحمد لا تخبر عثمان بهذا الخبر إلا بعد زواجه.. وإذا تركت الأمر لي كان أفضل .
- أحمد: لا بأس.
خرج "الأمين" من منزل أحمد وهو يرتجف من الحزن وذهب إلى البحر حتى يهدأ قليلا وبعدها يذهب لعثمان الذي ينتظره بحرقة.
رجع الأمين إلى عثمان وقال له: غدا سوف نذهب إلى أهل العروس.. أخبرها لكي تاخذ لنا موعد مع والدها.
فرح عثمان حتى نسي أن يسال والده عن اضطرابه أثناء المكالمة.. وسرعان ما اتصل بخطيبته "رندة" وأخبرها حتى تخبر والدها وتاخذ موعدا معه
وفي اليوم التالي جاء "عثمان" مع أبيه إلى منزل الخطيبة.. وكانت المفاجأة أن المنزل هو منزل "أحمد" الرجل الغني نفسه!! فقال له والده: أرى أن نعود الآن.. لكن عثمان رفض وقال لأبيه: بعد أن وصلنا لا يمكننا الرجوع يا أبي.. ودخل عثمان ووالده وكان الجو مشحونا بالتوتر والقلق..
- عثمان: ألا تتحدث يا أبي؟
- الأمين: عثمان.. دعنا نذهب وسوف أشرح لك في البيت..
- عثمان: ماذا تشرح لي؟ ولماذا أنت خائف؟ والسيد أحمد خائف.. ما خطبكما؟
- أحمد: أظن أنه قد حان الوقت يا "الأمين" لنخبر عثمان بكل شيء.
- الأمين: عثمان أنااااااااا... قل أنت يا أحمد..
- أحمد: عثمان.. إن "الأمين" ليس والدك الحقيقي وأنا هو والدك الحقيقي..
وقص "أحمد" للجميع قصة عثمان بتفاصيلها..
أصيب "عثمان" بإحباط شديد وخرج من المنزل منهارا.. وانهارت "رندة" وسقطت على الأرض.. وعم الحزن المنزل..
يتبع..