وبعد وصوله وجد والده الذي كان مغتربا خارج البلاد لمدة طويله جدا، حتي كبر أطفاله وأصبح أصغرهم ضابط شرطة والابنة الكبرى طبيبة اطفال في أكبر مستشفى في المدينة وابنته الوسطي تعمل في شركة غذائيه كبري والابنة الرابعة تعمل في متحف الآثار. وفرح الأب بنجاح أبنائه حتي قرر البقاء معهم وعدم العوده إلى الغربة مرة أخرى.


وفي أول يوم لعثمان في قسم الشرطه وهو يتسلم عمله، وجد بلاغا عن عملية قتل احترافيه فشرع في متابعة القضية بذكاء وعبقرية.. وتم القبض علي المجرم وتقديمه للعدالة..

وبعدها تسلم ملفا لعصابة خطيرة، تقديرا لكفاءته وذكائه في حل القضايا الشائكة، وشرع عثمان في متابعة العصابة وبعد واجتهاد منه والفريق الشرطي استطاع إحباط أكبر عملية إرهابية في المنطقة والقبض على المجرمين.


تقديرا للإنجاز الأخير تمت ترقية عثمان وتم نقله للعمل في العاصمة. نفذ عثمان القرار وانتقل إلى العاصمة. وخلال أسبوعه الأول جاء إلى مكتبه أمين القسم وأخبره بأن هناك عملية سرقة لبيت رجل أعمال كبير، وإصابته بعيار ناري من طرف المجرمين.


توجه عثمان إلى موقع الحدث وشرع في تقصي الحقائق والبحث في مجريات الجريمة. استمع عثمان لإفادات كل من كان حاضرا وقت الجريمة وحتي من كان خارج المنزيل، لانه كان يرى ان السرقة ربما تمت من داخل المنزل، وأن هناك شخص ما على صلة بالمجرمين. وذهب إلى المستشفى، وانتظر إفاقة الرجل المصاب حتي يسمع منه أيضا.


ظل عثمان يبحث في مجريات الواقعة واثناء بحث الفريق وجدوا دليلا قد يوصلهم إلى المجرمين، وقد وجد عثمان أن هنالك شخصا لم يستجوبه وربما يصبح هو الدليل الوحيد الذي رأى وجه أحد السارقين وهي المربية التي تعمل في المنزل من زمن طويل.


ولكن ما أن دخلت المربية إلى مكتب عثمان، حتى فقدت الوعى وأسرع الجميع اليها ونقلت إلى المستشفى في الحال.. وبعد أن استعادت وعيها حضر عثمان حتى يستجوبها عن الحادثة.. وبعد إنهاء التحقيق معها سألها عن سبب فقدانها الوعي لحظة دخولها المكتب. ردت بأنها لم تدخل مركز شرطة من قبل، وأنها كانت جائعة.


وبعد مرور أيام من التحقيق، توصل عثمان إلى هوية المجرم وانتظر حتي خروج الرجل من المستشفى. وبعد خروجه كشف عثمان عن المجرم كان الأخ الاصغر لرجل الأعمال.. وقد تم القبض عليه.


لم تستطع المرأة كتمان ما رأته أمام عينيها، وكان سبب فقدانها الوعي. سقوطها عندما رأت عثمان، فذهبت للرجل وحكت له الحكاية، وحقيقة ما حدث في الماضي.. فوجئ الرجل بحديث المربية ولم يستطع الصمت، فبدأ في البحث عن حقيقة (عثمان)..


ذهب الرجل إلى عثمان بحجة أنه يريد ان يشكره على ما فعله معه.

- الرجل: السلام عليكم 

- رجل الشرطة: وعليكم السلام كيف أستطيع مساعدتك؟

- الرجل : شكرا لك .. أريد مقابلة الضابط عثمان .

- رجل الشرطة: حسنا.. انتظر قليلا..

- رجل الشرطة: سيدي، رجل الأعمال فلان، يريد رؤيتك ..

- عثمان : دعه يدخل..

- الرجل : السلام عليكم يا حضرت الضابط .

- عثمان : وعليكم السلام ... مرحبا بك ..

- الرجل : احببت ان اشكرك علي جهدك الذي بذلته من اجل القبض على المجرمين ..

- عثمان : هذا من واجبنا وعلينا الوصول إلى المجرمين.

- الرجل : من أي بلدة أنت ؟ 

- عثمان : أنا من قرية صغيرة اسمها.... وأعيش في مدينة .... مع اسرتي الصغيرة .

- الرجل : عظيم وفقك الله.. أستاذن منك.. لدي بعض الأعمال.. سوف آتي اليك في فرصة أخرى .

- عثمان : شكرا لك على زيارتك .


عاد الرجل إلى المربية وسألها: كيف عرفتي (عثمان) أنه هو؟


يتبع..

----------------------

* طالب حاسوب في جامعة بحري، السودان