الله أكبر !
نبدأ النداء للصلاة بهذه العبارة (الله أكبر) وكذلك عند الاقامة، ونبدأ الصلاة بتكبيرة الاحرام، ويكبر كل منا الله في كل يوم على الاقل 94 تكبيرة عند اداء الصلوات الخمس المفروضة، قائلا: (الله أكبر)(*)، وكلمة "أكبر" جاءت على صيغة (أفعل التفضيل) كما في قولك (فلان أذكى أو أقوى أو أغنى او اطول وأكبر من فلان) أي (افعل منه) ، كأن نقول: (فلان احمد لله من فلان) أو نقول: (محمد، صلى الله عليه وسلم، هو احمد أبناء آدم وأهل الارض لله، ولهذا سماه في القرآن بأحمد، أي اكثر عباد الله حمدا لله في الارض!) فكلمة احمد على وزن افعل... هذا في التفضيل في الاتجاه الايجابي وقد يأتي من باب المقارنة في الاتجاه السلبي كقولهم (فلان أسوأ وأغبى أو أقصر وأصغر وأفقر وأكفر وأكذب من فلان!)..... اذن فهذا اسلوب من اساليب اللغة العربية في المقارنة والمفاضلة بين شيء وشيء آخر، أو المفاضلة بين شيء ومجموعة اشياء ... لكن هنا في قولنا (الله أكبر!) تم ذكر الفاضل المُفضَّل أي (الله سبحانه) ولم يتم ذكر المفضول من يكون؟!! لم يتم ذكر أكبر مماذا !؟؟ ... السؤال هنا : أكبر من ماذا ؟؟ هل المقصود : أكبر من كل شيء!؟ أكبر من كل كبير؟ أكبر من الدنيا والكون!؟ أكبر مما نتخيل ونتصور ونفهم ومما يخطر على بالنا!؟ أكبر من ذنوبنا وخطايانا مهما كبرت وعظمت!؟... اكبر من ماذا!؟ فبكل تأكيد ليس المقصود هنا هو الحجم والجسم، فليس لله حجم وجسم فهو أكبر من كل هذه الاعتبارات والمقاييس!.. فهو اكبر من المادة ومن قوانين الاحجام والاجسام والطول والعرض!.. اكبر وأعلى وأسمى من الزمان ومن المكان!، ليس لله ماضٍ وحاضر ومستقبل فهو خارج قوانين الزمان والمكان وفوق (الزمكان) فهو من خلق الزمان والمكان، فالمكان مخلوق، والزمان مخلوق، والله هو خالقهما، فقد كان ولم يكن من قبله شيء!.... هذا عن السؤال الأول، وأما السؤال الثاني: لماذا لم يذكر المفضول ويقول لنا (أكبر ممن!؟ وأكبر مماذا!؟) وترك الباب مفتوحًا على مصراعيه بدون ذكر المفضول!؟.. ورمضانكم كريم ومبارك وعامر بالخير والصلاح.
♡♡♡♡♡♡
أخوكم المحب
(*) يجب ننتبه أن الأهم من التلفظ من عبارة التكبير (الله اكبر) هو الاحساس والشعور بالقلب بكبر وعظمة الله وتكبيره بالوجدان لا باللسان فقط اي الشعور بالفعل بأن الله كبير واكبر من كل شيء واكبر من كل كبير واكبر مما ننتصور ونتخيل ونفهم ، هذا هو الاهم.
