المستضعفون على ثلاث فئات أو أنواع :
1- مستضعف (فردي) أحادي ظالم لنفسه (...إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97النساء)
هؤلاء الذين موطنين أنفسهم على الذلة ويندبوا الزمان وبالأحرى أنهم يندبون أنفسهم ويعلقون خسارتهم على الزمان لم يهاجروا إلى غير أرض التي فيها مضطهدين فإذا هاجروا فسيجدوا مراغم كثيرة وسعة لاضيق وسبل سلام وفلاح وتفتح لهم الأبواب أبواب السماء والأرض وهو في ذمة وبراءة الله قال تعالى:
۞ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (100النساء)
2- مستضعف (جمعي)مزدوج ظالم لنفسه وظالم للآخرين ) ..وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ118) النحل)
هؤلاء الذين يحرمون ماأحل الله ويحللون ماحرم الله فالذين ينتخبون الفاسد والكتلة الفاسدة فأنهم لايظلمون أنفسهم بل يظلمون الآخرين لأنه يتحصل من ذلك جيش من القتلى وصورهم في الشوارع كأنما تحس تسير في مقبرة لامدينة وجيش من الأرامل واليتامى والفساد إداري والمالي والاستبداد على المجتمع منقبل سادة الفساد والرذيلة
3-النوع الثالث من المستضعفين المغلوب على أمرهم (...وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾
هؤلاء الفائزون وإن كانت الآية أجنبية لماقبلها ولمابعدها فلو حذفتها لما تغير معنى الآيات السابقة واللاحقة وكما قال الأستاذ المحقق الصرخي الحسني لم يتحقق التمكين في زمن فرعون ووزيره هامان بل لابد أن يكون التمكين في عهد لاحق بعد زمن الخاتم-صلوات الله عليه- وهؤلاء أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وهذه طاقتهم وهذه استطاعتهم منتظرين لمن الله عليهم من التمكين والاصلاح كما قال نبي الله شعيب (.. إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88هود)
في زمن غيبة الإمام الثاني عشر (التاسع من ولد الحسين)-عليهم السلام-الحسنة بعشرة أمثالها الحسين حسنة وهو العشر مع الأئمة بعده واسمه حسن فولد منه تسع حسنات لتحقيق دولة العدل الإلهي بقيادة قائم آل محمد وكما فسر الآيات الأستاذ المحقق الذي أعطى لها عنوان بارز:
تمكين المستضعفين في دولة العدل
قال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ طسم ﴿١﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٣﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٤﴾ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾} سورة القصص.
أقول: المعنى واضح في التّمكين للمستضعفين وإمام المستضعفين- عليه الصّلاة والتّسليم-، فمتى يحصل هذا التّمكين وعلى يدِ مَن؟! ولا يخفى عليكم أنَّ فرعون وهامان وجنودهما قد ماتوا قبل التّمكين المحدود الّذي حصل لاحقًا وحَكَمَ فيه أنبياء وملوك بني إسرائيل، فمتى سيشهد ويرى فرعون وهامان وجنودُهما ما كانوا يحذرون منه من نصر الله المُستَضعَفين وتمكينهم في الأرض؟!
مقتبس من بحوث السّيّد الأستاذ الصّرخي الحسني -دام ظلّه-