مالذي يجعلنا متماسكين في أصعب الظروف ...!؟ 
ماتلك القوة الخارقة الخفية التي تحمينا من السقوط عندما نكون على حافة الحياة عند تلقينا للصدمات الموجعة على حين غفلة !!؟

مالذي يمرر شراسة الأيام من خلالنا بهدوء ، دون حدوث إنفجار داخلي في القلب ، أو تمزق بالروح ، أو اعتلال بالجسد ، أو نهاية للعالم ؟؟! 

مالذي جعلنا نؤمن بحقيقة الموت ...!!
ونعتاد شعور الفقد الأليم 
و نبتلع مرارة الحنين العقيم ... 
ونتعايش مع الحرمان رغم الإحتياج العظيم ... 
و نتقبل الضياع و نتجاهل الشتات ... 
و نرضى بالوحدة رغم وجود ملايين الوجوه حولنا ،
و نبتسم رغم الألم .. رغم الحزن .. ،
رغم خسارات العمر القديمة ، و جروح القلب العميقة
 رغم صراعات العقل المميتة ، و متاعب الحياة التي لاتنتهي ؟؟! 

كيف استطعنا التعري من مشاعرنا الحقيقية ..!!،
واجدنا لباس التظاهر بالسعادة الذي يواري سوءة شعور الحزن و الألم فينا ، ليتضح للعالم بأن كل شيء في حياتنا على مايرام .. !؟ 
دون الحديث ... دون التبرير أو التعبير عن تلك الحرائق المشتعلة و الحروب القائمة بصمت في أيامنا الحقيقيةالتي نعيشها خفيةً وسراً عن عيون الآخرين .. !!
كيف مضينا في تلك الحياة بأقدام مجروحة ...  
و أحببنا بقلوب متعَبَة !!
واعطينا بنفس محرومة 
وعانقنا بصدور مخنوقة !!
وابصرنا بعيون دامعة .... 
و عشنا ومازلنا نعيش بأرواحٍ ذابلة ... !!! ..

لاشك بإنه الإيمان ... 
النعمة العظيمة التي وهبها الرب لعباده المؤمنين ...
إنها القوة الخارقة.. قوة الإيمان بالقضاء و القدر خيره وشره هي التي تمكن الروح من التجاوز ... و الرضى .. والتقبل .. و الثبات .. والقناعة ..والصبر والكثير من الأمور الحياتية التي لا تحدث إلا بالإيمان ... الإيمان هو القوة التي تمكنك من العيش بتلك الحياة القاسية .