وصف د.عمرو حمزاوى فى مقاله الشهير التجربة الصينية والتجربة الروسية اقتصاداتهم وانعكاساتها على فكرة الديموقراطية وقرر ان مصر لا تنتمى الى هذا أو ذاك النموذج.. ولكن الحقيقة هى أن مصر فى المرحلة الحالية تحتاج النموذجين مندمجين معا فى رأيي ..
فمن المفترض أن تتوافر لها مستقبلا عناصر الرخاء الريعى المعتمد على الدخول المتوقع تضاعفها فى المستقبل بعد افتتاح مشروع تنمية محور قناة السويس وما سينشأ عنه من نقلة حضارية فى تلك المنطقة ناهيك عن تدفقات الاستثمار المتوقعة مع استمرار عوائد السياحة المعتمدة على بنية أساسية سياحية قوية من مصادرها المتعددة.. وكذلك العوائد المنتظرة فى ظل توقع الكشف عن احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعى سواء فى مياه البحر المتوسط أو الصحراء الغربية مما يضمن لمصر مكان على خريطة أكبر المصدرين للغاز فى العالم..
كما ان مصر تحتاج الى النموذج الصينى لتحقيق التنمية بل ونحن مجبرين على ذلك النموذج ببساطة لأننا لا نملك اى خيارات بعد الفشل المتلاحق من القوى المدنية السياسية والثورية فى تشكيل بديل قوى يملك رؤية حقيقة ويستطيع قيادة الوطن فى تلك اللحظات العصيبة التى نمر بها .. الأمر الذى دفع المؤسسة العسكرية للتدخل أكثر من مرة بناء على الحراك الشعبى لمنع انهيار كيان الدولة وسقوطها وهو ما أدى الى تحمل المؤسسة العسكرية على نفسها لتجابه تلك الحالة وتحدى المشاكل باضطرارها الى قيادة عملية التنمية بمشاريع متعددة بقيادة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى الوقت الذى تتفرغ فيه الحكومات المتعاقبة الى قيادة دواوين الحكومة المترهلة والمتحللة أصلا لتسيير الأعمال وضمان عدم توقف حياة المواطنين فى ظل غياب الرؤية السياسية التى تضمن تحقيق الديموقراطية بالشكل المطلوب كما هو حال الدول الديموقراطية فى الغرب..
ولذلك اقول أن تطبيق فكرة الديموقراطية بمفهومها الحقيقى قد يتأخر بعض الشىء وقد لا يتم تطبيقه أصلا اذا استمرت غياب رؤية القوى السياسية والمدنية أو اذا واجهنا تحديات وتهديدات على المستوى الخارجى وهو الأمر الذى لا يستطيع كائنا من كان انكاره فالمؤامرة كائن حى وهناك دول تداعيات سقوطها تتطور يوميا فى محيط مصر الاقليمى.
محسن حامد